شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 172)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 172)
- المحتوى
-
مثل هذا النوع من الاتفاقيات الثنائية بين
اسرائيل والدول العربية لتفسيخ وحدة هذه الدول
واضعافها واقصاء الاتحاد السوفياتي عن عملية
التسوية وحماية مصالح اسرائيل في المنطقة.
وعرض وجهة نظر أميركية, السفير الأسبق
الولايات المتحدة في السعودية» رويرت نيومان»
وهو أحد من ينادون بسياسة أميركية متوازنة «في
الشرق الأوسط».؛ وكان أحد رئيسي مجموعة مهمة
الشرق الأوسط في هيئة ريغان الانتخابية خلال
الحملة الرئاسية» ورئيس فريق الانتقال في وزارة
الخارجية لدى تسلم ريفان الرئاسة. وينظر
نيومان الى المسألة عبر منظور مايسمى
ب «الاجماع الاستراتيجي», الذي يصفه بأنه
السعى الى تحقيق اتفاق عام بين أقطار الشرق
الأوسط بمجموعهاء أو كل منها على حدة: مع
الولايات المتحدة على الحاح التهديد السوفياتي
وخطورته وضرورة مجابهته. ويذلك تصيح
الولايات المتحدة العنصر المشترك في اتفاقيات
استراتيجية ثنائية ومتعددة الأطراف تشمل
المنطقة بآكملها. لكن العقبة, في رأيه. تتمثل في أن
المشكلة الفلسطينية تشكل عنصر تقلقل داخلي في
أقطار المنطقة, وهذا الخطر الداخلي وليس الخطر
الخارجي هو الذي يشغل بال سكانها. هكذا يبدو
أن ما يقصده نيومان بالسياسة «المتوازنة» هو حل
المشكلة الفلسطينية بشكل ماحتى يصبح
بالامكان تحقيق «الاجماع الاستراتيجي».
والجدير بالذكر أن الجنرال بوي يرى أن النظرة
الاستراتيجية المحض الى المنطقة التى تتبناها
أميركا تهدد بانفلات الصدام العربي
الاسرائيل.
ولا يعتبر نيومان أن اتفاقية كامب ديفيد
فشلت تماماً بعد بل يقول انه اذا لم يستطع
الرئيس المصري حسني مبارك؛ بمساعدة أميركية,
الحصول على تنازلات اسرائيلية مادية يشأن
عملية الحكم الذاتي؛ وذلك أمر يبدو بعيد الاحتمال
في رأيه. فان عملية كامب ديفيد يمكن حينذاك أن
ولكن جيمس ايكنزء وهو أيضاً سفير سابق
للولايات المتحدة في السعودية, أكدء في مداخلة
شفوية» أن عملية كامب ديفيد قد انتهت الى فشل
ذريع على الأقل من وجهة النظر العربية. وكرر
ايكنزء مرات عديدةء أن العرب يملكون من وسائل
١ا/لأ
الضغط على أميركا ماهى كفيل بتحقيق مآريهم, '
فلماذا لايستخدمون هذه الوسائل؟ مما دفع
شفيق الحوتء الذي شارك في أعمال الندوة,
بوصفه كاتباً فلسطينياً. الى القول ساخراً أنه يجد
نفسه دائماً على اتفاق مع الديبلوماسيين
الأميركيين بعد أن يكونوا قد تركوا الخدمة.
وعن خلفيات الموقف الاسرائيلي ومضامينه.
قدم نواح لوكاس وهو مؤلف كتاب «تاريخ
اسرائيل الحديث»: وقد عمل فيما مضى سكرتيرا
للجنة التنفيذية للهستدروت للشؤون الدولية
ومحاضراً في الجامعة العبرية؛ ويعمل الآن
محاضراً في العلوم السياسية في جامعة شيفيلد
البريطانية» ورقة بعنوان: «المفهوم الاسرائيلي
لكامب ديفيد». وقد عرض لوكاس موقف بيغن
مؤكداً أنه ايديولوجي ينبع من رؤية حيروت
والمراجعين للصهيونية على أنها الحركة القومية
اليهودية لاستعادة السيطرة على أرض اسرائيل
التاريخية. ولذاء فإن التزام بيغن» الذي لا يعتبر
سيناء جزءاً من أرض اسرائيل: بالاحتفاظ
بالسيطرة على الضفة الغربية وغزة التزام أساسي
لا تراجع عنه. وهذا هو السببء حسب مايراه
لوكاسء في أن عملية السلام بين مصر واسرائيل
ترافقت وتترافق مع عملية حرب بين. اسرائيل من
جهة. والفلسطينيين وعرب شرقي السويس من
جهة أخرىء طالما ظل هؤلاء. برأي بيغن» يقاومون
سيطرة اسرائيل: والى أن يقبلوا هذه السيطرة
على أنها أمر لايمكن الرجوع عنه. ويميز لوكاس,
بحذق» صهيونية بيغن التي تقوم على مفهوم
جابوتنسكي عن غيرها من صههيونيات «اليمين
المتطرف» بقوله: أن صهيونية بيغن تتركز على
التركة التاريخية للتوراة أكثر مما تتركز على
الحكمة الالهية المتكشفة فيهاء ولا يسمح هذا
الموقف لبيغن بقبول أي انتقاص من صحة
الدعوى الأساسية. ولكنه يسمح بقدر من
البرغماتية. يجعله يقبل قيام دولة الأردن في جزء
من «أرض اسرائيل» كأمر واقع. ومن هذا المنظار
يكون تنفيذ البرنامج الصهيوني على النحو التالي:
بينما تحافظ اسرائيل على دعواها بحقها في
«أرض اسرائيل» بكاملهاء فانها لاتشن حرباً لهذا
الغرضء بل توسع سيطرتها على الأرض المقدسة
عندما يشن العرب الحرب عليهاء ويعطوها
الفرصة المناسبة. ولكن ما أن تتم السيطرة على - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 124
- تاريخ
- مارس ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22129 (3 views)