شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 186)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 124 (ص 186)
المحتوى
عدا عن ذلك؛ فإن الكثير من الصور لا يستحق
دراسة جدية. ولكن يعتمد الأمر على من التقط
الصور وعلى الغرض الذي التقطت من أجله. فقد
كان بين الأوروبيين الذين كانوا يلتقطون صيوراً
في فلسطين في أوائل القرن العشرين عدد ممن
تخطت معرفتهم بالمجتمع الفلسطيني المعرفة
السطحيةء وممن لم يكونوا يشعرون بالهاجة الى
مداعبة الأفكار والقوالب النمطية السائدة في
الغرب.
وكان من أبرز هؤلاء الأنتروبولوجية الفنلندية
هلما غرانكفيست 018209150 هلطاء88). وقد
جاءت غرانكفيست الى فلسطين. أول مرةء عام
6 بغرض متابعة دراسة عن تساء الفعهد
القديم. ولكنها قابلت: أثناء ذلك: امرأة تدعى لويز
بالدينسييرغر (82106825065865 010156.آ) كانت قد
صرفت معظم حياتها في قرية أرطاس الواقعة الى
الجنوب من القدس. وزودها ذلك بمدخل الى حياة
القرية أثارها الى درجة حملتها على قضاء
السنوات الخمس اللاحقة في دراسة ميدانية في
القرية. وخلال السنوات العشرين اللاحقة؛ وكانت
غرانكفيست قد عادتٍ الى القرية لفترة وجيزة في
الخمسينات2» نشرت نتائج ملاحظاتها في خمسة
مجلدات تغطى النواحى المختلفة من حياة القرية:
الولادة والطفولة والزواج والوفاة.
وليس هناك سوى. عدد قليل من الدراسسات
الأنتروبولوجية المفصلة عن قرى فلسطينية.
وبالتأكيدء فان أي دراسة من هذه الدراسات
لاتورد ثروة من التفاصيل عن حياة القرويين
ومواقفهم وتوجهاتهم كتلك الثروة التي زودتنا بها
غرانكفيست. والأهم من ذلك يعود الى أن
اتصالاتها الرئيسية كانت2 بطبيعة الحال» مع
نساء القرية»ء ولذا فان رواياتها التي كثيراً
ما تكون نقلاً عن أحاديث أجرتها معهنء تركز على
وجهة نظر المرأة وعلى مشاغلها واهتماماتها.
كذلك قصرت غرانكفيست (اذ نقلت اهتمامها
من نساء العهد القديم الى النساء المعاصرات لهاء
اللواتي وجدتهن أكثر تشويقاً بكشير) المقارنبات
التوراتية على بضعة تعليقات ومقتطفات. فكان
تركيز أعمالها على الوضع المعاصر. اضافة الى
ذلك: فإن الصور التي التقطتهاء خلال اقامتها في
أرطاسء والتي تبلغ نحو ألف بمجموعهاء لم
تستخدم منها سوى القليل في كتبهاء وهي تتميز
بمباشرة غير معتادة أبداً في صور ذلك الزمان.
وقد استطاعت كارين سيفرء وهي أيضاً على
معرفة وثيقة بالمنطقة, أن تجمع هذه الصور في
كتاب على هيئة مقالة مصورة. وذلك أمر أرادت
غرانكفيست أن تفعله على الدوام ولكنها لم
تنهه. والموضوع مقسم حسب تقسيمات أبحاث
غرانكفيست ذاتها. فالفصل الأول يعالج الاطار
الاجتماعي للقرية وبعض تاريخها ويضم صوراً
لبعض سكانها وكذلك لبعض زوارها من التجار
والحرفيين والسمكريين المتجولين2 وأولئك الذين
على علاقات وثيقة بالقرية مثل قبيلة التعامرة شبه
المستقرة التي كان أفرادها قد تزاوجوا مع أهل
قرية أرطاس. ويتبع ذلك فصول مكرسة للولادة
والطفولة والخطوية والزواج والأعياد والوفاة.
واضافة الى ذلك تضيف سيفر يعض المواد
المقارنة التي جمعهتا من زياراتها لأرطاس أخيراً
وكذلك بعض الخلفية عن الحياة الاقتصادية
القرية في العشرينات ومنذ ذلك الحينء وذلك شيء
لم تعالجه غرانكفيست بمنهجية الا بالعلاقة مع
الاقتصاد المنزلي وعمل النساء. ْ
ولم تكن غرانكفيست؛ من وجهة تقنية. مصورة
جيدة. ولا يبدي غير عدد قليل من الصورء البالم
عددها في الكتاب 5>؟"؟ صورة. أي نوع من
البراعة الفنية. ويتضافر هذا مع سوء نوعية
الورق الذي استخدم لطباعة الكتاب. مما يؤدي
الى افتقار بعض الصفحات الى الوضوح البصري
والتركيز. ولكن ارتباط غرانكفيست بالقرية يؤثر
على منظور الكاميرا يشكل ملفت للنظر. ولا شك
في أن سائحاً أو مصوراً محترفاً يبحث عن
مواضيع لبطاقة بريدية كان سيخرج بصور
مختلفة تماماء وربما نمطية؛ للمواضيع ذاتها. أما
بالنسبة لفرانكفيست فقد كان هؤلاء الناس
أفراداً وجَزءاً من وحدة اجتماعية: وليسوا أنماطاً
على خلفية منظر. وهكذا مهما كان الموضوع فهو
جزء من حياة القرية وليس صورة اختيرت عبثا.
ويعطي هذاء حتى للصور ذات النوعية الضعيفة,
قوة ومباشرة تفتقر اليهما أعمال الكثيرين من
مصوري المنطقة.
اضافة الى ذلك. فان الصور ويخاصة من
حيث ترتيبها المنسق المتماسك في الكتاب؛ تعطي
المرء شعوراً بنشاط مستمر على عكس بعض
الصور الأخرى التي تجعل المرء يشعر أن
1/6
تاريخ
مارس ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22321 (3 views)