شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 22)
- المحتوى
-
وعلى أرضية مثل هذه العقيدة الأمنية» يصبح أمن الكيان الصهيوني.. في مفهؤم
قيادته: لا يتوقف على مايحصل داخل رقعة اسبتيطانه, أو عند حدود تلك .الرقعة فحسب»
وإنما يتعدى ذلك كثيراً ليضبم ما يجري خلف تلك الحدود: وصولاً إلى العواصم العربية,
خاصة في دول الطوقء حيث نشاط حركة: أى حركات جماهيرها. ومثل هذا «الأمن»,
لايستتب إلا إذا استطاعت اسرائيلء بفعل آلتها العسكرية أساساًء ومن ثم باستغلالها .
للتناقضات السياسية والاجتماعية القائّمة في العالم العربي, التحكم بمسار حركة
الجماهير العربية وضبط نشاطها. وعلى هذا الأساس, تصبح مقولة «أمن اسرائيل يمر في
صم الدول العربية» واضحة تماماً. ولكن بالمقابل» فإن مثل هذا المفهوم للأمن .القومي
59 على متحارجات ومفارقاتء إن أنه ينطلق: أصلاً. من. ضرورة تأمين القاعدة المادية
لآلة العدوان: والدأب على مواصلة .الوقوفٍ في وجه حركة جماهير المنطقة.. مهما اتسعت
رقعة المواجهة, مما يجعل هذا الأمن غير ذي نهاية, وبالتالي» متناقضاً مع ذاته.
وتمشياً مع الطبيعة المزدوجة: الاستيطانية والغدوانية, للكتان الصهيوني ؛ فإن لآلته
العسكرية دوراً مزدوجاً موازياً. فمن جهة, تقوم تلك الآلة, ومنذ البذاية, بتأمين القاعدة
لبناء المشروع الصهيونيء سنواء في شقه الاستيطاني أم العدواني. ومن جهة. تنخرط تلك
الآلة في استراتيجية تجسيد المشروع الامبريالي العام في المنطقة؛ بما ينطوي عليه ذلك من
عمل عسكري .يمهد لبسط الهيفنة الامبريالية عليها. وهكذا تصبح تلك: الآلة القاسم
المشترك الذي يلتقي عليه شقا الملشروع الصهيوني: اليهودي الذاتيء المتمثل في بناء
«الدولة.اليهودية»؛ والامبرياليء المتمثل: في العدوان على حركة. الجماهير العربية. من أجل
تفتيتها واضعافهاء وبالتاليء احباطها والحؤول دون تحقيقها. لأهدافها. وعلى صعيد. الشق
اليهودي من المشروع .الصهيوني, لاينحصى دور الآلة العسكرية الاسرائيلية. في حماية
الرقعة الجغرافية التي يتم تهويدها باستيطانها؛ وإنماا يتعدى ذلك إلى توسيع. تلك الرقعة
بالاحتلال ومن ثم الاسهام في عملية تهوند المناطق المحتلة واستيطانها. أما: عن الصعيد
الامبريالي» فإن دور هذه الآلة يتعدى حدود فلسطين ومواجهة الجيوش “العربية لدول
الطوق» ويذهب إلى حد ضرب القاعدة الماذية لتطور شعوب المنطقة ونموهاء بخيث يحول
دون امتلاكها. لزمام أمورها وتقرير مصيرها بنفسهاء فتبقى راضخة لإملاءات المخططات
الامبريالية. ..
ونظراً لالتقاء مصلحة الشريكين في المشروع الصهيوني: الحركة الصهيونية والمراكز
الامبريالية» على ضرورة بناء الآلة العسكرية وتطويرها بحيث تستطيع القيام بالدور الهام
الموكل إليهاء سواء لناحية الاستيطان أم. العدوان» فقد. حرصا على توفير كل وسائل: القوة
لهاء. ورفدها بكل مستلزمات العدوان. وهكذا كلا: الشريكان تلك الآلة بغناية خاصة,
اتعكست ف تناميها ونضوجها. بشكل لايتوازى مع بقية مؤسسات. الكيان الصهيوني:
ونظرة سريعة إلى. هذا الكيان تبرز المكانة الخاصة .التي تحتلها -الآلة العسكرية فيه
فيبدوء للوهلة الأولىء دولة قيد الإنشاءء لم تستكمل بعدء تقوم على هامش ثكنة عسكرية.
وكان طبيعياً أنه كلما تعاظمت: قوة تلك الآلة,. وازدادت نجاعة فاغليتها. كلما توطد
ارتباطها بالمركز الامبرياليء الذي يلعب دور «البد الأم». بالنسبة إلى الكيان الصهيوني,
ومن ثم تفرغت أكثر فأكثر لأداء مهمتها العدوانية خارج حدود رقعة استيطانها .في
أ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)