شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 29)
- المحتوى
-
على الاستمرار في نشاطة على تلك الساحة. وعليه؛ فقد ضغطت زعامة تلك الجالية,
واستجابت لضغطها: القيادة الاسرائيلية, للعمل الجاد على تحويل اسرائيل إلى ذخر
للاستراتيجية الأميركية العالمية, بدلا من جنوحها نحو أن تصبح عا عليها. فعمدت
القيادة الاسرائيلية إلى الدفع باتجاة انخراظ الآلة العسكرية الصهيوتية, وهي الشيء
الوحيد الذي تستطيع تقديمه, في الاستراتيجية الأميركية العامة.
واليوم: والولايات المتحدة تسعىء تحت يافطة «التسوية السلمية», لإنشاء تشكيل
سياسي عسكري في المنطقة, همه حماية المصالح الأميركية في الخليج, تعمل اسرائيل
جاهدة على الانخراط في هذا التشكيل؛: وبموقع متميزء يتناسب مع تقييمها لوزنها
العسكري في المنطقة, ويكفل لها استمرار العلاقة الخاصة مع واشنطنء وبالتالي» يضمن
لها مردوداً اقتصادياً وفيراً. تعتقد أنه يعينها على: استكمال مشروعها الاستيطاني. وفي
المفاوضات مع نظام السادات, التي أدت إلى «المعاهدة المصرية الاسرائيلية». نجحت
اسرائيل في تحجيم دور السادات وحصره في مصر,ء درءاً لإمكانية أن يدخل في تنافس
معها على دورها المتميز في الاستراتيجية الأميركية. وهذا يفسر مسار المفاوضات بين
الطرفين» برعاية واشنطنء خاصة منذ مبادرة السادات, حيث انتقل من التضامن العربي,
خروجاً من مظلة النفط وقيادة السعودية؛ وارتبط بعجلة الأحلاف العسكرية الأميركية,
ليجد نفسه في خندق واحد مع اسرائيلء وبالتالي في تحالف موضوعي معها. ولكنها إن
قبلت به حليفاً: »لم ترض أن يكون متكافتاً معهاء ؛ فعملت على تحجيمه. وبالتاليء ٠» توضيب موقعه
خلفها في التسلسل التنظيميء في التشكيل الأميركي الجديد في المنطقة.
والآنء إذ يجيء دور .السعوديةء تغمل القيادة الاسرائيلية على توضيبهاء إسوة بما
فعلت بالسادات. ومن هنا موقفها من «مبادرة فهد». ومن صفقة طائرات «أواكس».
فاعتراض اسرائيل على بيع أميركا مثل هذه الطائرات إلى السبعودية. يعود؛ أصبللً. إلى
أسباب سياسية وليست عسكرية. فاسرائيل لاتخشى من طائرات «أواكس» في أيدٍ سعودية,
بقدر ما تخثى من السعودية وهي تحصل على تلك الطائرات, وماقد يرمز إليه ذلك من
نظرة واشنطن إليهاء وبالتالي» إلى موقعها في الاستراتيجية الأميركية, وإمكان أن تدخل في
تناقفس مع اسرائيل» على خصوصية العلاقة مع واشنطن. وكما نجحت اسرائيل في دفع
نظام السادات إلى فك الارتباط بين شقي «كامب ديفيد»: المصري والفلسطيني, هكذا
سعى :اليوم لقطع الطريق عن امكانية أن تلعب السعودية دوا في «حل القضية
افيس طينية وبالتاليء إعطائها «دوراً قوميء من شأنه أن يعينها في سعيها لقيادة العالم
العربي. وواضح أن «المبادرة السعودية» أتت في سياق النشاط الأميركي لإنشاء التشكيل
السياسي العسكري في المنطقة.
إن وعي مفهوم القيادة الاسرائيلية لأمن كيانها الاستراتيجي هو المفتاح لإدراك
مايكمن وراء تصرفها في مفاوضات «التسوية»., بدءاً بموقفها من «مؤتمر جنيف», ومروراً
دسلوكها مع النظام المصري: وصولاٌ إلى رد فعلها على «المبادرة السعودية». فمنذ البداية,
كان واضحاً أن اسرائيلء بموقعها الراهن, خاصة بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر).
وعلامة الاستفهام الكبرى التي وضعت على فاعلية الجيش الاسرائيليء لم تكن ترغب في
دتسوية» ولو مرحلية» على أرضية انجازاتها في تلك الحرب. فكما أنهاء على صعيد بنيتها
58 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)