شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 37)
- المحتوى
-
وفي ضوء هذا الواقع بدأت الزعامة الاسرائيلية تخشى انحسان موقعهاء كرصيد
استراتيجي وحيد للولايات المتحدة في المنطقة. خاصة وأن هذا الدور كان يعني. حتى
حرب تشرين الأول (أكتوير) 5177 جرية واسعة للتحرك الاسرائيي. مقابل إعفاء
الولايات المتحدة من القيام بمهمة الحماية المباشرة لمصالحها. وأصبحت المسألة
الأساسية, التي تشغل بال هذه الزعامة. هى التكلفة . التى تتحملها أميركا من أجل
«صيانة» دولة اسرائيل ونموها. فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن ازدياد حجم اسرائيل
ودورها سيزيدان بالضرورة من حجم اعتمادها على المساعدات الأميركية. وأن حجم
الاعتماد على الخارج كبير ويرتبط به مصير الدولة. فإن اسرائيل لاتستطيع أن تنهج نهج
الدولة التابعة, أي الدولة المحميةء أو بتعبير أدقء لاتبدو كذلك. فليس من المنطقي أن
يكون مطلوباً من الولايات المتحدة أن تحمي مصالحها وتحمي اسرائيل أيضاً. ثم إن
ازدياد مؤشرات التبعية الإسرائيلية (الضمانات الأمنية الممنوحة لاسرائيل في مذكرة
التفاهم الأميركية الاسرائيلية الملحقة بمعاهدة السلام مع مضرء وقيام الولايات المتحدة
نفسها ببناء مطارين عسكريين في النقب. وضمانات بشأن التزويد بالنفط؛ الخ...) يشير
إلى أن إسرائيل أصبحت في وضع المطالب بالضماناتء أكثر مما هي في وضع. عارض
الخدمات.
. ومصدر القلق هنا واضح.ء «فكلما تراجعت اسرائيل قَلَّتَ قيمتها في نظر لر أميركا...
واسرائيل المقلّصة لاتستطيع أن تتطلع إلى المساعدة الأميركية الضخمة ذاتهاء التي
ستحتاج إِليها إلى الأبد. بل ستنقلب مصدر إزعاج وستنبذ... فقط كحليفة مستقلة ذات
قوة كبيزة. ضرورية لأمن. الولايات المتحدة... ولن تستطيع اسرائيل أن تتمتع بتعاون
أميركي لمدة طويلة»(").
في ضوء ذلك أخذت اسرائيل تركز على ترديد' نغمة. الخدمات التي يمكن أن تقدمها
إلى. الولايات المتحدة. وكثفت المجموعات الصهيونية والتيار المؤيد لاسرائيل,» منذ تولي
إذارة الرئيس رونالد ريغان مهام الحكم في الولايات المتحدة, كثفت من. الجهود المبذولة
للتركيز على طروحات تبرز قيمة. اسرائيل في المخطط الاستراتيجي العامء باعتبارها
الرصيد الاستراتيجي الوحيد المؤمّن في المنطقة2 وأحد .العوائق الأساسية أمام تحقيق
الأهداف السوفياتية, ومانعة الصواعق بالنسبة للدول الغنية بالنفط وللأنظمة الموالية
للغرب(”"). وكثرت الاشادة بقدرتها .على تجنيد. 7٠١ ألف جندي في :حال الحرب» ويسلاحها
الجوي الذي يعتبر الأفضل في العالم, وكونها قاغدة مثالية للتزود بالوقودء ومخزناً
للتموين؛ وجيشاً تكتيكياً للولايات .المتحدة في المواجهة السوفياتية الأميركية().
ويرى هذا التيار أنه ليس من مصلحة أميركا. ازعاج صديق خليف كاسرائيل»
بالضغط. عليه. من أجل الانسحاب. من أراضٍ سوف يسيطر عليها «إرهابيون
وشيوعيون», ومن أجل إرضاء أنظمة عربية غير مستقرة أساساً. كما أنه ليس من
مصلحة الولايات المتحدة إغراق تلك الأنظمة بأسلحة متطورة؛ قد تستعمل ضد. اسرائيل
بالذاتء أى قد تقع. في أيدي ثوار معادين لأميركاء كما حصل في إيران بعد سقوط نظام
الشاه. في المقابلء نشط تيار آخرء خاصة بعد التحولات التي طرأت على الساحة المصرية
والتي اتجهت كلها إلى الانحياز للطرف الأميركي في صراع القوة الأميركي السوفياتي»
كنا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)