شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 61)
- المحتوى
-
وجدت تأويلها لدى العديد من اليهود الشرقيين باعتبارها إهانة وتحقيراً. وهذه المياه صبّت
في طواحين الليكود ورفعت من شأنه. . ش
وبعد عودة الليكود الى السلطةء بدأت سياسته بالاقتطاع من النفقات العامة تؤثر ف
صورة سيئة على محازبيه من اليهود الشرقيين. وحيث أن مشروعات الاسكان العامة تقز
للغاية» باستثناء المساكن في المناطق المحتلة للمهاجرين الجددء أصبح الأزواج الشبان
يجدون عناء شديداً يبلغ درجة الاستحالة في شراء بيوت تكون قريبة من ماك عملهم.
وإذا كان هذا الخيار متعذراً. فالخيار الآخر: استئجار شقق في المدن الاسرائيلية. هو أيضاً
فوق ما تحتمل مداخيلهم. فهذه الشقق ذات أجور مرتفعة. والكثير منها حصل عليه
المهاجرون الأوروبيون والأميركيون الذين آثروا تأجيرها والتمتع بأجورها حيث يعيشون في
الخارج. ويما أن غالبية الأزواج الشبان الأشكنازيين قادرة على التصرف بمدخرات العائلة
التي ربما تجمعت من التعويضات الألمانية, أو بقروض من بعض الأقارب من أبناء الطبقة
الوسطىء. فأزمة السكن في اسرائيل لا تصيب مياشرة وفي الأساس سوى المتحدرين من
اليهود الشرقيين الذين هاجروا من الأقطار العربية. وهؤلاء يحصلون على مرتبات تساوي في
الغالب ثلاثة أرباع رواتب الأشكنازيين كمعدل عام: وتجدهم يحتلون الدرجات الدنيا في
السلم الوظيفي والمهني. ويما أن الحكومات الاسرائيلية كان في وسعها دائماً أن تصب
احتياجاتها إلى المهارات والمؤهلين جامعياً من «الخزانات» الواسعة للمهاجرين الجدد من
الأشكنازيين: فانها لم تجد أبداً حافزاً يحثها على تقديم فرص الدراسة الجامعية المجانية,
أو وضع برامج للتأهيل الحرفي والتدريب المهني. وكانت نتيجة هذا الوضع إدامة وضع
الحرمان الاقتصادي لليهود الشرقيين.
وفي مواجهة: ما يعتبره بعض علماء الاجتماع الاسرائيليين كالدكتور شلوموسفيرسكي
من جامعة حيفا .فجوة إثنية دائمة وليست انتقالية, بدأ اليهود الشرقيون بشن حملة
احتجاج جماهيرية ضد التمييز وشجباً ل «عبادة. المهاجرين الأشكنازيين» في اسرائيل. 3
ذلك ويسبيب البلادة البيروقراطية إزاء القضيةء فان كثيراً من المحتجين أنفسهم يجدون في
النهاية أن الطريق أمامهم مسدودء فينزحون من. البلاد.
وهكذا أصبح .النزوح صمام أمان لتنفيس المشاعر المكظومة المنزعجة من. وضعية
التفرقة العرقية في اسرائيلء وكذلك أداة لطمنس الرغبة الواسعة الانتشار في السلام. وطالما
ظل. في وسع. حكومات اسرائيل الخاضعة للأشكنازيين أن تستدرٌ إمدادات لا تنقطع من
المهاجرين الجدد بين ثلاثة أرباع يهود العالم الذين لا يزالون يعيشون في «الشبتات»,
فسيظل في وسعها كذلك التصدي لأية مطالب يطرحها اليهود الشرقيون يتحسينات أفضل
في مجالات العمل والسكن والتعليم. وأشد أهمية. من ذلكء, أنه سوف يظل في وسعها
الاستمرار في رفض مساواة مواطنيها العرب الستمائة ألف. الذين توجه إليهم علناً نصائح
تدعوهم إلى النزوحء كلما تجرأوا على نقد واقعهم. ولقد صرح وزير التجارة غدعون بات»
بكل وضوح. في خطابه أمام تلاميذ. مدرسة اسرائيلية» الشتاء الماضي: «إذا كان أحد من
الأقلية. العربية. لا تعجبه الأحوال هناء فليستقل سيازة. وسيجد أنه أصبح في بلد آخر خلال
نصف ساعة» (يديعوت أحرونوت. ٠/؟15180/5).
إن المغزى السياسي لكل هذا خطير وعميق: إذا واصمبلت إسبرائيل نضالها لكي تصبح
6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39491 (2 views)