شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 120)
- المحتوى
-
فلسطين, وحبه فلسطين من خلال مدينته .حيفاء يدرك كيف .يمكن أن يكون البحيري
محارة حيفاوية فلسطينية قذفت بها أمواج (الخروج الكبير) عام ١558 الى بر الشام...
وحتى تظل المحارة في مناخها. المناسب خلقت من حولها هذا الوجود الفلسطيني الصغير
تتدثئر به وتتمئل من خلاله بحر حيفا وشاطئها وكرملها؛ مما ينعش فيه نبيض الحياة,
ويبعث في نفسه أمالها. ولذلك فان حسن يغمض عينيه لآخر مرة في كل ليلة ويفتجهما
لأول مرة كل صباح على مشهد من مشاهد حيفا المتعددة في بيته.. علقه فوق سريره
الصغير المتواضعء يعود من خلاله إلى. «جوسق الالهام» ”0 أ شارع الواديء بيته الصغير
المتواضع القائم على ربوة بين كتف الكرمل وخاصرته.
ان جهل حسن البحيري تاريخ ولادته, واعتماده في تقديره: بالسنة, » على ملاحظات
امه او خالته. عنوان ذو دلالة عميقة على حياة الطفل التي «تمرمر» فيهاء وطعمها علقما..
ويعرض حسن بعض أشرطتها؛ وهو يكشف لمحدثه؛ بصراحة: .عن بعض جروحه النفسية,
وهو يريه كذلك بعض آثان الجروح التي ورثها عن جسبم ذلك الصبي اليتيم» وقد تحكم
به لسنوات رجل فظ غليظ القلب, كان مولودا في ساعة رفعت فيها الرحمة والشفقة من
على الأرضء فلم يشويا قلبه بأية شائبة
ان أبرز مافي حسن البحيري هو هذا الاخلاص الطفل الذي يلمسه جليسه ويراه
يدب حانيا في عينيه الصغيرتين, وهما تسافران في اعماق نفسه الى ما هو أبعد من نصف
قرن بسنواتء لتعودا بصور طفولته المعذبة. وعندما يرحل حسن هذه السنوات الطوال في
اعماق نفسه, يعود اليك بآثار الجروح, التي يحملها في ظاهر جسده النحيل؛ في احدى
قدميه؛ وعلى أحد ساقيه: وفي بطنه وفي رأسه من. آثار الضرب والتعذيب. وفي أعماق نفسه
الكبيرة مذ كان طفلا (يتعربش) شجرة الجميز الضبخمة؛ ويلتصق بأحد جبذوعهاء
كالخفاش الصغير. منتظرا. في. الهاجرة ان تتحرك بِه. بعيدا عن عذاب زوج امه القاسي..
اتنقذ الصبي من المشي حافيا فوق الرمال الحارة على الطريق الطويلة الموصلة الى ذلك
الجب المهجور بين الحواكير في قرية «سلمة» بالقرب من يافاء وقد قاده اليه ذلك الرجل
الفظط كي يرميه فيه بين أنياب «الغولة التي, تريض. في. قاعه!», وهى لا يتجاوز الثالثة
او الرابعة من غمرهء ولتنقذه من عذاب الألم المر الذي عاناه الطفل من «الغرغريتا». التي
كادت تؤّدي الى بتر بعض اصابع إحدى قدميه 0 سلسلة من العمليات أجريت له في
احد مستشفيات يافا لتحفظ له قدمه سليمة. .وان كانت لاتزال. تحتفظ 'يآثار_تلك
العمليات: ولتنقذه من كثير من العذاب الذي 0 عنه حسن البجيريء: الشيخ الطفل.
وكلما كان الرجل عظيماء. كلما كان فيه من الطفولة أكثرء. وبمقدار مايكون فيه من الطفولة
يكون الرجل عظيما ولا تستطيع ان تتصور حسن. البحيري وانت تستمع اليه إلا انه طفل
كبير... انه يجسد عظمة الرجلء وعظمة الانسان في الرجل: يصبره وجلدهء بدأبه وقوة
احتماله. بمواهبه وبانجازه. ويسر الحياة والتحدي فيه.. ومن هناء فاننا نفهم.لماذا. كان
لابد من أن يتولد في حسن البحيريء وفي وقت مبكرء الشعور بالوحدة والهجران والغرية:. .
انه اعان صديقه هارون هاشم. رشيد فق تأليف ونشر كتاب «مدينة وشاعر حيفا والبحيري», مطيعة دآر
الحياة: دمشق: هلا95١. .
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10657 (4 views)