شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 122)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 122)
- المحتوى
-
فيها وتتبلور. منذ منتصف الثلاثينات وأوائل الأربعينات؛ وهي فترة ازدهار الاتجاه
الرومانتيكي في الشعر العربي الحديثء هذه الفترة التي عقدت فيها أزهار الاتجاهات
التجديدية. لدى كل من عبد الرحمن شكري والعقاد والمازني في مصرء ولدى شعراء المهاجر
الأميركية الشاميين؛ ثم أثمرت هذه الأزهار بعد ذلك شعر من سموا «جماعة أبولى رمزا
على اتجاه غالبية شعراء هذه الجماعة إلى الاتجاه الرومانتيكي في الشعر العربي
الحديث... إذا لاحظنا ذلك, فاننا لايد من ان ندرك كيف أن شاعرا موهويا مثل حسن
البحيري يتثقف على نفسه في تفتح وحرية في أجواء فلسطين الثقافية آنذاك: وقد كانت
قوية الاحتكاك بالأجواء الثقافية العربية بعامة كان لابد له من أن يتسريل بالرومانتيكية
التي غمرت نفسه وقلبه. ولذلك لميكن غريبا أن يلقبه احمد رامي «شاعر الحب
والجمال»27. كما لم يكن غريبا أن يهدي ديوانه الأول الى احمد رامي وأن يلقبه بدوره
أمير شعراء الوجدان» وشاعر شباب النيل «الذي حرك أوتار القلوب بشعره. وحمل
الأرواج الى عالم الأماني والأحلام»(". ش
ومع أننا نحسء في هذه الفترة» أن البحيري شاعر رومانتيكي من أخمص قدميه
الى مافوق أذنيه بأشبارء إلا أنه يمكن للدارس المدقق أن يلحظ أن هذه الرومانتيكية
لم تكن من ذلك النوع المتميع الرخو أو «المطرطش» العاطفة, على حد قول المرحوم محمد
مندور؛ ولكنها. كانت . رومانتيكية فيها قدر كبير من التماسك والصلابة2» وقد هبت عليها
بعض رياح الهموم والأوجاع الفلسطينية آنذاكء فألقحت في تربتهاء منذ وقت مبكرء بعض
بذور وطنية بدأت تنتعش في مناخ الثورة .الشعبية عام ١9555 التي تتصل جذورها حركة
الشيخ عز الدين القسام التي كانت مدينة البحيري بالذات؛ حيفاء وجامع الاستقلال فيها
على الخصوصء ميدانا ومنيرا انطلقت .عنه وانتشرت فيها دعوته الوطنية المخلصة إلى
الجهادء التي لانشك في أن الفتى حسن تشرب من أنقاسهاء ولفحه شيء من وهجها
القصير الأمد. وجاء الاضراب الكبير الذي شمل فلسطين طوال سبتة أشهرء وثورة ١955
في ظروفها الخاصة ليجعلا الشاعر الصغير المتلهف على الثقافة يستمرىء مذاقاتهما من
خلال شعر ابراهيم طوقان وعبد الكريم الكرميء وعبد الرحيم محمود ومطلق عبد الخالق
ووديع. البستاني* واسكندر الخوري البيتجالي وغيرهم من الشعراء الطليعيين في فلسطين
يومئذ. ومن هناء فاننا نقرأ لهء في هذه الفترة. قصائد: نشيد بلاديء لهب الشباب»
معاقلناء قومي(", وقد نشرها في ديوانه الثالث «ابتسام الضحى». ويبدو فيها بوضوح,
خاضعا لعدة عوامل وموّثرات أولهاء عامل السن؛ حيث لم يكن قد تجاوز الثاهنة عشرة
من عمرهء على أبعد الاحتمالات. ولذلكء فاننا نحسء في هذه القصائد الوطنية. بروح
الشباب العارم المتدفق من ناحية كما نحس.ء في إحداها على الخصوصء من ناحية أخرى,
بسمات من بدائية العمل الفني. ويتضح ذلك في قصيدة «معاقلنا» التي ربما كانت من
أوائل منظوماتهء وذلك لما فيها من حدة عاطفة مع قصر نفسء» ووضوح ومباشرة مع نثرية
* شاعر لبناني المولد والنشأة., فلسطيني الاقامة والتوطن, قدم الى فلسطين موظفا ضمن بعض ادارات
:الاحتلال .البريطاني دنذ عام 67 . وقد واكب تطورالقضية الفلسطينية عن كثب. وله ذيوان
«الفلسطينيات»» وفيه تصوير دقيق لتطورات هذه القضية.
1١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)