شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 125)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 125 (ص 125)
- المحتوى
-
ومغزى هذا الاهداء بالذات يكشف لنا بوضوح عن تلك البذور الوطنية التي اشرت
الى زرعها في روح الشاعر الرومانتيكية. وهو لا يكتفي بذلك فحسب, وانما نراه يتبع هذا
الاهداء بصورة. للمسجد الأقصى المبارك بمافيه من رمز ودلالة على فلسطين ورسوخ
العروبة والاسلام فيهاء ومجابهة الاطماع الصهيونية والمخططات الاستعمارية. “ويزيد
موقفه جلاء فيمايعلنه من هدف هذا الديوان في طبيعة بلاده. بقوله: «اننى اكشف
الاستار عن بهاتك وجلالك, واصف ما فيك من فتنة وروعة؛ لأشعل في قلوب شبابك الغض
نار حبك وافتح عيون أبنائك الصيد على نور جمالك»(*). فهو لايصف هذه الطبيعة
لمجرد الوصفء وانما نراه يسخر كل طاقاته لاستغلال كل المؤثرات في تنبيه المشاعر
وتفتيح النفوس على جمال الوطنء لتعميق الشعور بالانتماء اليه والتعلق به. ومن هنا كان
رأينا. فيما أشرت إليه من صلابة وتماسك ووطنية في روحه الرومانتيكية» ومن الغنائية
المتأججة التي نظم بها عقود هذا الديوان» ديوان الجمال والسحر والفتون. كما وصفه في
كلمة الافتتاح00).: وفي كل دواوينه الأخرى. ففيه التقى الشاعر مع الطبيعة الفلسطينية
الجميلة «في اوايق الاحلام. ومواكب الأماني؛ وعلى أجنحة الخيال... تحت ظلال القمر,
وبين أحضان الزهرء وفي شباب الربيعء وربيع الشباب».
«عند مسارب الجداول. اللاهية» وعلى أغاني الطيور الشادية؛ وفي أفياء الغصون
الحانية»(؟١) .فأحال هذه الطبيعة الجميلة إلى أغنيات رقيقة هانئة. حيث ظل هو فيها
كفراشة وادعة «مزوّقة» تطير بين الأزهار والورود والربيع» او كنحلة لطيفة تدندن في
تحويم دائم تستدر رحيق الزهور. وخلق في هذا الديوان اجواء شاعرية غناء بما بثه فيها
من أنغام وألحان ترقص الوجودء فينقلنا تواء بموسيقاه الهادئة المزركشة؛ الى أجواء
اندلسية مفعمة بالرضا والحب وغضارة العيش.
إن المرء لايكاد يصدق أن هذه الأجواء هي من خلق ذلك .الصبي الذي كان
منكودا في مطالع صباه. ولكن هل .تستطيع العاصفة ياتريى, مهما اشتدت وقست؛ ان
تخرج الفراشة عن طبيعتها الفراشية الرقيقة الناعمة الوادعة؟! هذا هو شاعرناء نفحة
موسيقية الهية. تجسدت في ذلك الصبي المشردء حسن البحيري. فهل كانت اقداره
التعسة قادرة على تغيير طبعة وطمس مواهبه؛ وتحطيم هذه القيثارة الربانية؟!
اذا صدق قول. احد الشعراء الاإنكليز. امام مقبرة احدى القرئ «لكم. اخفيت ايتها
المقبرة كثيرا من المواهب والعبقريات دون..ان تتفتح». فان في. إزهار مواهب حسن
البحيرني تحت سنطوة. النوائب التي اجتاحته مذ؛ كان طفلا غريراء دليلا على ألق العبقرية,
ونموذجا على القدرة الانسانية الهائلة على التحذي وتحقيق الانتصار بالحس المرهف
والابداع الفني الاصيل؛ هذه القدرة التي تظل تعلن عن نفسها بمحض وجودها الموار في
النفس» خلقا الهياء وابداعا ربانيا. .. او ليس حسن البحيري هو نفسه الذي يقول في
«افراح الربيع»: 0
لئن يوما حدا بكمو جنين لسيكان القبور الدارسات
وأوقفكم على قبري اعتبار أو استعبار عين الذكريات
فناجوني بناي أو كمان تتسعد في حفائرها رفاتي8)
واذ! كان .الشاعر قن أشار. الى أن بعض قصائده لحنها وغناها بعضهم.ء فان جل
١" - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 125
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)