شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 127)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 127)
- المحتوى
-
«أجمل مايتلهون .به في ساعات فراغهم»؛ وهو من مخلفات اليدايات الأولى لنشأة الفن
الروائي» في الوطن العربي, حيث كان تيار التسلية والتزفيه مسيطراً وسائداًء ونتيجة
للأثر ذاته. وصف بيدس مجلته النفائسء, كما منّ بناء بأنها «مجلة لطائف وفكاهات»»
وكان ينشر في أعدادها حلقات الروايات التى يترجمهاء قبل نشرها: كاملة في كتاب مستقل؛
مما يعني أن هذه الروايات عنده, لم تتخلص بعد من مفهوم الترفيه والتلهي. .
(ج) من هو الروائي الحقيقي في نظره؟ يقول خليل بيدس: «...الروائي» ان لم يعاشر
العامة ويدرس أحوالهم؛ أو لم يكن منهم يعش بينهمء أو لم تكن فيه قوة التصور ومهارة
التصوير ويراعة الوصفء ولم يكن فيه النظرة الأدبية الصادقة الى كل حادثء والارتياح
التام بل الكلف التام ببحثه.. فليس بدوائي عبقري... وهو ان لم يقرأ مئات الروايات
ومئئات التواريخ»: ولم يطلم على حوادث الكون ويلج كل مجتمع, ٠ ويدرك معنى الحياة
وأسرارها وأساليبهاء وينتزع غرض روايته من حوادث الحياة وطبيعة الإنسان» ويجعلها
منطقية على . الحقيقة والواقع فليس بروائي متفنن. وهو. إن .لم يكن نبياً يرى ببصيرته
مالايراه غيره. وان لميكن شاعراً يحلق في سماء الخيال؛ ولم يكن عاماً اجتماعياً يعلم
الأحوال ويطلع على كل شأن من الشؤون فليس بروائي ماهر... فالروائي الحقيقي
العبقري المتفنن هو من عاش للفنء وكتب للفن: ومات في سبيل الفن»17'). ان هذه الآراء
والنظرات تذكرنا بما هو معروف عن روائيين كبار أمثال بلزاك وزولا؛ اذ كانوا يقومون
المعلومات والاحصاءات والتقارير عن الموضوعات والشخصيات التى يودون
معالجتها روائياً. وهو بصدد كتابة روايته «جرمينال». ذهب اميل زولا الى المناجم؛ حيث
عاش .بين عمالهاء وعانى على الطبيعة معاناتهم القاسية, كما أن الإحساس الصادق
بالموضوع جعل فلوبير يقول عن. الصفحات التي وصف فيها انتحار «مدام بوفاري» بأنه
شعر فعلاً بطعم السم في حلقه. أثناء كتابة مشهد الانتحار ووضفه له. وهو قريب
مما .قاله. بلزاك .عن. وصفه لمعركة «واتراوء من أنه عند .الكتابة. كان يخيل: اليه أنه يسمع
أصوات المدافع وانفجارات. القنابل. ان -مطالبة خليل. بيدس للروائي بأن يكون .شاعراً
ونبياً وعالماً من علماء الاجتماعء: لايبتعد عن قول البيريس عندما تنبا بأن فن. الرواية
سوف يحل محل الفنون. الأدبية جميعهاء وذلك .في قوله: «ان الرواية لتقوم بدور الكاهن
المعرف. والمشرف السياسيء» وخادمة الأطفال. وصحافي الوقائع اليومية والرائدء ومعلم
الفلسفة السرية. وهي تقوم بهذه الأدوار كلها في فن عالمي يهدف الى أن يحل محل
الفنون الأدبية. جميعاً. ويمكن أن يكون في أيامنا شكلاً. مغمماً للثقافة»(: *).وهذا بدل دلالة
واضحة على اتساع رؤية بيدسء وأفكاره المتقدمة بخصوص أهمية الفن الروائي» ومدى
تأثيره. وقدرته على الكشف والتعبيرء ويالذات اذا أخذنا في الاعتبار الزمن المتقدم
)١954( الذي كون فيه هذه المفاهيم النظرية, لفن من الفنون الأدبية. الجديدة في حياتنا
الأدبية. ش شْ
(د) ما هي شروط الرواية الحقيقية؟. يرى بيدس أن «الرواية الحقيقية الفنية هي
التي ترمي الى المفازي الحكيمة أو الأغراض الأدبية» الى تمجيد الفضائلء أو التنديد
بالرذائل» الى تهذيب الأخلاق وتنوير العقول وتنقية القلوب واصلاح السيرة... التي تبقي
أثراً في نفس القارىء» وتحدوه على الأمل» وتقوده في سبيل الرقي الأدبي والحب ع
لمكيل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 126
- تاريخ
- مايو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10255 (4 views)