شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 181)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 126 (ص 181)
- المحتوى
-
المذابح ضد اليهود العاديين. ولم يحصل ذلك
صدفة؛ بل كان في صلب ايديولوجيا الطرفين التي
تلتقي على كون اليهود أمّة لامكان لها بين الأمم
الأخرى. هذا من جانب» ومن جانب آخر فان هذا
اللقاء الايديولوجي بين «العنصرية والعنصرية».,
حسب تعبير الكاتبة؛ توّج آنذاك باتفاقيات
صهيونية نازية مشتركة؛. التقت فيها مصالح
الطرفين مباشرة. هتلر إذاً لمويدرك خطورة
الصهيونية في حال استفحالهاء. بل أعطاها
فرصتها التاريخية لتحقيق مشروعها الدولة.
ومحاولة «دحض التهم» الموجهة للحاج أمين
لا تكون باسباغ الرؤية التاريخية الصحيحة بشأن
الصهيونية وخطورتهاء على هتلرء تبريراً
لاتصالات الحاج أمين مع المانيا النازية انذاك.
النموذج الثاني ويتعلق بحادثة البراقء ولنا
دصددهاء أيضاً؛ ملاحظتان:
الأولى تتعلق بمحاولة الكاتبة اقناع القارىء
بدور أساسي للقيادات التقليدية في التحرك العفوي
الجماهيري المقترن يحادثة البراق. وهي في
محاولتها هذه تتجاوز من جديدء جميع الوثائق
التى كانت قد أوردتها في النصء والتى تبين دعوة
القيادات التقليدية آنذاك للتهدئة وايقاف العنف
(ص 558 3 2)559, لتقدم للقسارىء تاليا
(70--773؟) محاولة للتأكيد على الدور
التاريخي المسؤول للحاج أمين الحسيني في تسيير
هذه الأحذاث. دون ان تدعم ما تقول بأي وثيقة
او مرجعء: باستثناء اشارتها لتأكيدات رجال
الحاج أمين على ذلك: (أنظرء في هذا الغدد2 يهذا
الصدد دزاسة للسيد علي حسين خلف: تجربة
عزالدين القسام. مدرسة جامع الاستقلال
.)١558 ١
الملاحظة الثانية تتعلق بتعليق الكاتبة على
موقف الحزب الشيوعي الفلسطيني من انتفاضة
البراق» ففي حين يرى الحزب ان احداث البراق
في جوهرها انتفاضة فلاحية ضد المستعمر
البريطاني الصهيونيء, تتصدى الكاتبة للرد على
هذا الموقف مرجحة الأسباب الدينية لهذا التحرك
الشعبي (ص 485). والكاتبة هنا تتناقض مع
ماسيق أن اشارت اليه عن وعي الفلاحين
للأخطار السياسية لوعد بلفور والهجرة
الصهيونية؛ والذي كان جلياً في نصوص
عرائضهم المقدمة الى لجنة التحقيق: حيث طالبوا
في تلك العرائض بتأسيس حكومة وطنية نيابية
(ص .)55١8 أما ان تكون «الشعرة التي قصمت
ظهر البعير» هى حادتة البراقء ذات المظهر
الدينى المباشر. فان ذلك لايمنع اطلاقاً من ان
يكون جوهر الانتفاضة اجتماعي سياسيء بل
هو فعلاً كذلك؛ فالظروف الاجتماعية
الاقتصادية الناجمة عن الهجرة الصهيونية
والنفون البريطاني صعدّت الأزمة في أوساط
الجماهير الشعبية» وبخاصة الفلاحين؛ المتضررين
مباشرة من تجيير الأراضي للصهاينة., والذين
لم يعد بامكانهم احتمال الظروف القائمة فعبروا
عنها في أول فرصة, فكان ماعرف بانتفاضة
البراق.
أما الملاحظات الاجمالية على الكتاب ككل
فنلخصها بالتالي:
أولاً على الرغم من ان عنوان الكتاب يشير
الى موضوع محدد هو «جزء» من «كل» الحركة
الوطنية الفلسطينية أي قيادتها السياسية؛ ابان
السيادة البريطانية. فان الكتاب في مضمونه
وتفصيلاته اتخذ طابع تاريخ موسوعي للقضية
الفلسطينية برمتها خلال الفترة. موضوع البحث؛
ان تكاد الكاتية لا تترك «شاردة أو واردة» دون
ان تقحمها بالنص. بمعنى ان الكاتبة لم تعط
ذفسها الوقت الكافي للتمحيص والتدقيق بالأدبيات
والمراجع المتوافرة لديهاء فجاء طرح العديد من
القضايا متناقضاً مع السياق الموضوعي للبحث.
بمعنى آخر لم يتناول الكتاب النقطة المركزية بما
يوحي به العنوان. فضلاً عن وجود عناوين لبنود
عديدة لا تشير الى ماتلاها من مضمون.
ثانياً وضعت الكاتبة بين أيدي القارىء
المعلومات والمراجع. بأمانة عالية. الا انها في
العديد من الضفحات تقدمت باراء وتحليلات
تتناقض مع معطيات المراجع التي تتناولها في
التحليل (ملاحظاتنا السابقة بشأن حادثة البراق
هى مثال على ذلك). مثال آخر نسوقه هنا بصدد
دفاع الكاتبة عن سياسة الحاج أمينء والذي يكاد
القارىء يلحظه عبر مجمل صفحات الكتاب2 رغم
ان الوقائع التاريخية المبينة في المراجع والوثائق,
وشهود المرحلة أنفسهم. تشير جميعاً الى غير
ما ذهبت اليه الكاتبة.
كلمة أخيرة, لقد بذلت الكاتبة جهداً كبيراً
وحقيقياً في جمع الوثائق وتصنيفها وحفظهاء وفي
كل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 126
- تاريخ
- مايو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22198 (3 views)