شؤون فلسطينية : عدد 127 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 127 (ص 37)
- المحتوى
-
هذا السؤال يقتضي تدقيقاً يستطيع الفرز بين الشكل والجوهرء بين الأسلوب
والمضمون, بين التكتيك والاستراتيجية, فأول ما يطالعنا في هذا الموضوع ان مصر مبارك
لم تقترع على قرار ادانة اسرائيل في الجمعية العمومية بعد ضم الجولانء كما انها لم
تقترع على قرار الجمعية العمومية ضد القمع الاسرائيلي للشعب الفلسطينيء وانتهاك
اسرائيل قرارات الأمم المتحدة بشأن الأرض المحتلة. ١
فمن لا يتضامن مع الشعب الفلسطيني تضامن الدول الأجنبية معه في قرار يصدر
عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة كيف يكون متضامناً معه في اكثر من هذا؟
ثم ان نائب رئيس وزراء مصر ووزير خارجيتهاء كمال حسن عليء كان قد صرح
لصحيفة (موندي مورننغ)ء بتاريخ 19187/7/59ء «بأن الأفعال الاسرائيلية في الضفة
الغربية هي عقبة في وجه محادثات الحكم الذاتي, وانها تخلق وقائع جديدة في الأرض
المحتلة»؛ فاذا كان الأمر كذلك. فكيف لا تقترع مصر على هذا الخرق الاسرائيلي الذي
يعرقل حتى محادثات «الحكم الذاتي», على حد قول وزير خارجية مصرء بمعنى ان مصر
مبارك غير مستعدة ان تتناقض مع اسرائيل: حتى في ما يعرقل «الحكم الذاتي», فكيف
بالدولة المستقلة؟
وهذا ليس استنتاجاً من قبلناء لآن وزير خارجية مصر يقول في الوقت نفسه: «أن
ضم اسرائيل للضفة الغربية لن يؤثر على المعاهدة المصرية الاسرائيلية ولكنه سيؤثر
على مشاعر المصريين»!
فاذا كان هذا هو موقف نظام حسني مبارك في اقدام اسرائيل على ضم الضفة
الغربية, باعتبار ان ذلك لن يؤثر على معاهدتها مع اسرائيلء فكيف يمكن تعليق اي امل
على هذا النظام بالنسبة لقضية فلسطين؟ ش
اما ما يزعمه النظام من ان مصر اسلامية: فقد سقط بمجرد سكوته عن الانتهاكات
الاسرائيلية للمسجد الأقصىء وظهر ان. كامب, ديقيد اقونى من عروية مصرء كما هو اقوى
من ارتباط مصر بالعالم الاسلامي ومقدساته وفق توجهات النظام.
وليس عجيباً ان يكرر النظام المصريء بقيادة مباركء ما اعلنه النظام نفسه بقيادة
السادات من أن دماء غزيرة ستسيل في لبنان.
غير ان اخطر ما في حديث وزير خارجية مصرء ثم في تصريحات حسني. مبارك
نفسهء هو ان عودة مصر الى الصف العربي تكون دون اي اشتراطء بمعنى ان مصر
تعود مع احتفاظها نكامب ديفيد لا سيما وان حسني مبارك قد أكد ذلك بكتاب منه الى
بيفن» قبل الانسحاب الاسرائيلي الشكلي من سيناء.
بل ان. حسني مبارك قد اعلن في خطابه بعد الانسحاب الاسرائيلي الشكي من
سيناء «استعداد حكومته على تعميم كامب ديفيد على المنطقة, وانتداب مصر لدور الوسيط
بين العرب واسرائيلء واعتبر المعاهدة المصرية الاسرائيلية نموذجاً لمثل هذا السلام».
فالدور الذي تريد ان تلعبه مصر حسني مبارك هو دور الوسيط بين اسرائيل والعرب
لتعميم صيفة كامب ديفيد والذي تطلبه من العرب هو اعابة علاقتهم معها وليس عودتها
هي اليهم بعد التحرر من كامب ديفيد.
ويقترن هذا التوجه مع ما ورد ايضاً في خطاب مبارك حول ان امن الخليج جزء
كنا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 127
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39493 (2 views)