شؤون فلسطينية : عدد 127 (ص 219)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 127 (ص 219)
- المحتوى
-
لم يكن كافياً لنقل المعدات والمنشآت, التى يمكن
ذقلها من المنطقة, وأنه كان هنالك خوف من عودة
تسلل . المعارضين الى المدينة فيما بعدء. في حال
عدم هدمها (المصدر نفسيه).
على أي حالء فان اسرائيل؛ خرقت: في هدمها
لمدينة ياميت2. الاتفاق الذي توصل اليه بيغن
والسادات أثناء لقائهما في حزيران (يونيى) الماضي
في مدينة أوفيرا الواقعة في منطقة شرم الشيخ.
وقد نصٌّ ذلك الاتفاق على أن تتوم اسرائيل
بتسليم جميع منشآتها ومعداتها في تلك المنطقة
(أي جنوب سيناء) وعلى امتداد خليج ايلاتء الى
مصر مقابل دفع ثمنها. وأصر المصريون على أن
يدفعوا فقط ثمن المنشآت القابلة للنقل: والتي
تفضل اسرائيل بيعهاء بينما رفضوا دفع ثمن
الأبنية والمنشآت التي لايمكن نقلها في أي حال
من الأحوال. واستجابت اسرائيل لطلب مصر
هذاء وبناءً عليه., تسلّم المصريون مدينة أوفيرا
والمنشآت السياحية حولها كاملة, بعد اتسحاب
المستوطنين منها (المصدر نفسه). الا أن حكومة
اسرائيل. وبخاصة بيغن وشارون وشامير,
لم ترغب بتنفيذ الاتفاق المذكور في منطقة مشارف
رفحء أي ياميت والمستوطنات حولها. وكان
تبريرهم في ذلك «أن اسرائيل حصلت من مصر
على رمال الصحراءء وستعيدها لها... وأنها [أي
اسرائيل]. غير مهتمة بوجود تجمعات. سكانية
مصرية قرب .حدودها الجديدة [إعلى افتراض
حلول هذه التجمعات من المصريين مكبان
المستوطنين اليهود]» (عاموس ايلون. هارتس,
.)١١87/4 //71 وبناءٌ عليه. فقد قام الجيش
الاسرائيلي بهدم مدينة ياميت والمستوطنات حولهاء
بشكل كاملء. قبل الانسحاب منها وتسليمها الى
مصر؛ الأمر الذي أثار ردود فعل عاصفة في
اسرائيل؛ الى حد انبرى فيه البعض الى المطالبة
بلجنة تحقيق, لمعرفة من يقف وراء هذه العملية.
ومايؤلم الاسرائيليين في هذه المسألة. هوى تلك
الاستثمارات الضخمة التي استثمرت في تلك
المنطقة, وقد قدرها البعض بأكثر من ١١ مليار
دولارء خلال خمسة عشر عاماً من الاحتلال.
دروس الانسحاب
يعيش الاسرائيليون الآن تجرية الانسحاب من
4 بضغط من بريطانياء ويعد عدوان ١165
بضغط أميركي وسوفياتي» وفي سنة. ١145 نتيجة
لمعاهدة سلام منفردة بينهم وبين مصر. .ويتسباءل
الكثيرون منهم الآن: ما هي الدروس التي ينبغي
أن تتعلمها اسرائيل من جراء انسحابها الأبخير
ويلاحظ أن ثمة: آراء عديدة ومختلفة في هذا
المجال, أبرزها.
أولاً: ان الانسحاب من سيناء. ومن ياميت»
بشكل خاصء يبين مدى قوة معاهدة دولية. «وكل
من وقع عليها وليس هاماً اذا كان قد وقّع
بسبب عدم ادراك كافب أو قصر نظر أو خطأ في
التقييم الصحيح لأبعادها لا يمكنه اعفاء نفسه
من هذا الالتزام ... هذه هي قوة المعاهدة الدولية
وحكم الموقعين عليهاء (فولص,. هارتس,
8/4/1 2)6.
ثانيا: ان الانسحاب يشكل دليلا قاطعا على
عالم المفاهيم الخاطئة التى تعيشها اسرائيل.
«فمنذ حرب ١15717 كانت هنالك فرضية أساسية
لا اعتراض عليها تقول: أن الاستيطان وفرض
الحقائق في المنطقة وليس أي شيء آخر _ هو
الذي يقرر الحدود الأمنية لاسرائيل: وقد انقسم
الجمهور بعد تلك الحرب الى معتدلين ومتطرفين,
حمائم وصقورء أصحاب الحد الأدنى وأصحاب
الحد الأقصى [من التنازلات]. وقد فند الانسحاب
من. سيناءء. بشكل دراماتيكي جداًء جميع هذه
'الفرضيات. فالاستيطان الواسع والمكلّف قْ تلك
5118
المنطقة. وقرار الحكومة بشأن الشريط الاقليمبي
المتتابع [بين غزة وسيناء والنقب] والاستثمارات
الضخمة هنالك والتى وصلت ميالغها الى حند
يضاهي ديون. اسرائيل الخارجية الآن. جميع
هذه الأمور لم تجدٍ نفعاً. حيث اتضح أن «الأمر
الواقع» في المنطقة ليس هو الذي يقرر مصير
اتفاق السلامء كما أنه لا يقرر حدود التنازلات
الاسرائيلية. ومن يتجاهل هذه الحقيقة,. فكأنه
لم يتعلم شيئاً من دروس الماضي» (أمنون
روبنيشتاين, المصدر نفسه, 537/ 1547/14).
ثالثاً: ان هدم ياميت والمستوطنات حولهاء قد
خلق سوابق كثيرة بالنسبة لمستقبل الصراع
العربي الاسرائيلي وحلوله الممكنة. فهو بمثابة
اعتراف بالتهمة الموجهة الى اسرائيل» بأنها كانت
هي وحدها المعتدية في حرب 19317. «وكيف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 127
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22446 (3 views)