شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 11)
- المحتوى
-
للدفاع. وخلال هذه الفترة الطويلة لجأ شارون؛ دائماً وأبدأًء إلى اتباع اسلوب الاندفاع السريع
والصاعق بقواته في عمق الأراضي العربية, محاولا الوصول إلى أبعد مسافة ممكنة في اقص وقت
ممكن» ومن ثم الالتفاف على القوات التي تواجهه. كذلك يلاحظ ان شارون تجاوز, في أكثر من
حالة؛ الصلاحيات التي اعطيت له؛ وحاد عن سير المعركة الذي خطط اساساً. كما حدث خلال
غزوة سيناء سنة 2١11557 وخلال حرب.تشرين الأول (اكتوبن) *1417. وكانت نتيجة هذا
التكتيك؛ في أكثر من حالة» تفكك القوة العربية .المواجهة له ثم انهيارها فالقضاء عليها؛ وان أدّى
ذلك أيضاً في حالات نادرة محدودة:؛ إلى استبسال القوات المحاصرة ودفعها إلى القتال يشراسة,
مما اوقع في قوات شارون خسائر كبيرة: أو أجيره على تغيير مخططه.
وما فعله شارون في الماضيء في حرويه مع العرب: حاول تكراره هذه المرة أيضاً. الا ان
النتائج اختلفت. فما كان يحدث في الماضي من انهيار في القوات العربية لم يحدث هذه المرة
بالذات في المواجهة مع القوات المشتركة. لسبب بسيط هوكونها قوات غير نظامية, تعمل وفق
أساليب وقواعد حرب الشعبء التي لم يواجهها الجيش الاسرائيلي في الماضي. وهنا كان خطأ
شارون. فبعد ان انقشع الغبار الذي اثارته الدبابات والآليات الاسرائيلية المختلفة في زحفها
السريع؛ واستقرت نسبياً خريطة المواجهة, اتضح ان القوات الصهيونية انتشرت في اماكن
واسعة؛ دون ان تتمكن من السيطرة التامة عليهاء حيث «فرشت» نفسها على الطرق الرئيسية
وبعض المواقع الاستراتيجية» دون ان تخاطر في الانتشار والسيطرة على الطرق الفرعية
أى المناطق الخالية من السكان» معرضة بذلك نفسها لحرب عصابات مستمرة لا تستطيع
تحملها طويلاً . أما المواقع الفدائية المتحركة: التي حاولت القوات الاسرائيلية اجتياحها فسرعان
ما بدلت أماكنها وراحت تتعامل مع العدو بالوسائل الملائمة. فبعض الوحدات الفدائية «اختفت»
مع اقتراب الغزؤ من مناطق تواجدهاء ثم ظهرت مجدداً باعتراف العدو نفسه؛ لتعمل خلف
صفوفه؛ بينما انسحبت غيزها إلى أماكن آأخرى؛ تستطيع ان تغمل بحرية أكبر انطلاقاً منها. أما
القوات التي بقيت في أماكنهاء فقد خاضت قتالاً مشرفاً مع قوات العدو؛ واوقعت في صفوفه: مرة
أخرى باعتراف.أجهزة الاعلام الصهيونية نفسهاء اصابات لا تقل عدداً عن تلك التي تكبدتها:
وعموماًء بقيت:القوات المشتركة متماسكة وصلبة وقادرة على العمل؛ ان كانت تلك التي تعرضت
للحصار في بيروت الغربية وضواحيهاء أو التي بقيت تعمل في المناطق الاخرى..
ولا شك ان هذه المحصلة » من ناحية المواجهة العسكرية _البشرية: هي .أكبر دليل على
فشل .الغزى الاسرائيلي في تحقيق أحد أهدافه الرئيسية, ان لم يكن الهدف الرئيسي نفسه.
فالسعي إلى تدمير «البنية التحتية» لمنظمة التحرير الفلسطينية يقضيء أول وقبل كل شيء آخر,
القضاء على قوتها العسكرية: مهما كاثت محدودة. وهذا بالضبط ما فشل العدو الصهيوني في
تحقيقه. بدلالة انه راح يطالب: من ضمن شروطه لفك الحصار عن بيروت: بنزع سلاح المقاومة
سلماً؛ بعد ان فشل في ذلك عنوة. ولعل العبرة الرئيسية من حرب حزيران (يونيو) ١1457 تكمن في
هذه الناحية بالذات: وخلاصتها ان توفر ارادة القتال مرفقاً بالتخطيط الصحيح والتعامل الملاتم
مع العدوء كفيل بالتصدي للجيش الصهيوني: الذي أرهب أكثر من حاكم عربي؛ والمثابرة على
هذا النهج كفيلة بدحره مستقبلاً. .
غير انه قبل الحديث عن المستقيل ؛ ينبغي معالجة الوضع الراهن وتشعباته . فحالياً تنتشر
قوات الغزو الصهيوني في اماكن واسعة من لبنان» وتخاول استغلال هذا الانتشار لتحقيق - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 128
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)