شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 43)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 43)
المحتوى
الدعاية في التاريخ البشري: حملة “حقوق الانسان ' في السبعينات... لقد تم تنفيذ حملة
استثنائية بمهارة كبيرة؛ واختيرت الأهداف حسب الظرف في وقت كان كل امرىء يعرف
أن الولايات المتحدة ارتكبت جرائم كبرى في كوباء والهند. الصينية. وشيلي». وهكذا
«استطاع محرض نموذجيء مثل ارثر شليسنفرء أن يصف هذه الحملة الصليبية في
صحيفة .وول ستريت جورنالء» بأنها نجاح كبير فيقول: في الواقع تحل حقوق الانسان
محل حق تقرير المصير كمثال موجه لسياستنا الخارجية72").
وبين كانون الأول (ديسمبر) ‎:١5748‏ وأواخر 4 : كان يمكن للمتابع الاعلام
الغربي ملاحظة تصاعد نشوة الانتصار الجنوني» والاعلان الصريح بأن «المرض
الفيتنامي» قد عولج. والتواريخ مهمة هناء لأنها تبين أن الأمر سابق على الثورة الايرانية,
أو احداث أفغانستان. فقد جرت تهيئة المزاج الجماهيري لتقبل فكرة التدخل العسكري
المباشر في مناطق بعيدة, أى استخدام القوات العسكرية الأميركية لردع احتمالات التغيير
في الأوضاع القائمة*.
باختصارء كان كارتر الخطوة الانتقالية لعهد ريغان. وكانت نهايات عهد كارتر,
وفترة الحملة الانتخابية بخاصة. مؤشراً واضحاً على ذلك؛ فما بدأه كارتر لابد من
استكماله بنهج أكثر عدوانية. مذ ذاكء بدأ مفهوم التفريق بين مهمات «المركن» و«المحيط»
يتعرض للتحديات. لقد كان هذا المفهوم يتناسب مع مرحلة مابعد فيتنام حيث يصعب
التلويح بالقوات المسلحة الأميركية في كل مكان. على هذا الأساس جرى التفريق بين
مصالح «المركز» التي يجب الدفاع عنها بزج كل طاقات أميركاء ومصالح «محيطية» يُعهد
بالحفاظ عليهاء بالدرجة الأولىء الى حلفاء واتباع. وعلى هذا الأساس نفسه جرى تسليح
ايران ودول قريبة أخرى بكميات كثيفة لتنفيذ مهمات «المحيط29):.
في كانون الثاني (يناير) ‎,١154١‏ تحدث الجنرال ديفيد خجونزء رئيس هيئة الأركان
الأميركية المشتركة أمام الكونغرس قائلاً: «اننا نعيش حقبة يمكن أن يقود فيها انقلاب
عسكري: أو اضراب كبيرء أى هجوم ارهابي» أو حرب بعيدة بين جيران الى عواقب عالمية
:تهدد رخاءنا القومي وأمننا... اننا بحاجة الى نظرة استراتيجية شاملة تدمج المشاكل الاقليمية
في اطار عالمي»7*). وقبل ذلك كان كبار العسكريين الأميركيين مثل القائد.السابق لقوات
حلف الأطلسي الكسندر هيغ» ووزير الدفاع. السابق جيمس شليسنفر يتساءلون عن معنى
التفريق بين المهمات المحيطية والمهمات المركزية::فقد اعتبر الأخير تحفظ ادارة كارتر تجاه
التدخل في مناطق «المحيط».مثل أثيوبيا وأنغولاء مدخلا لتشجيع تحديات أكبر في مناطق
* ليس هنا المجال المناسب لمناقشة فكرة «تهيئة المزاج الجماهيري» بالتفصيل. اذ ليس المقصود هنا
بالضرورة؛ تقبل الشعب الأميركي لسياسة ادارته العدوانية» بل على الأقل خلق جو من الفزع والقلق يجعله يذعن
لهذه السياسة. كما أن ن نجاح هذه السياسة. حتى في المدى القصيرء مشكوك فيه يجدية كما تبين المعارضة
المتصاعدة للتدخل العسكري في السلفادور. والأمر المهم هناء هو أن القادة السياسيين والغسكريين يدركون
كذب ادعاءاتهم. اذ بعد عشرين عاماً من اعلان «مبدأ ترومان», أعلن وزير خارجيته «دين اتشيسون» بفخر
أنه استمال الكونغزس لصالح المبدأ عبر اختلاق فكرة الغزو السوفياتي على ثلاثة محاور: ايران» واليونان
ومضيق الدردنيل.
دم
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22446 (3 views)