شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 45)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 45)
المحتوى
لقد بنت الاستراتيجنة الأميركية حساباتها على. الشكل التالي: ان استيراد النفط
الخام ليس عنضراً حاسم الأهمية للاقتصاد الأميركي نفسه. فالولايات المتحدة: تنتج, أقل
دقليل»ء من حاجتها من هذه المادة. لكن حلفاءهاء في. أورويا. الغربية واليابان شديدق
الاعتماد على هذا النفط. بحيث ان أي انقطاع لمصادر النفظ. الخام.. ويخاصة نفط
الخليج, يمكن أن يهدد اقتصاد ونمط حياة هذه البلدان. ظاهرياً: يبدو مثل هذا الطرح
منطقياً. لكن ثفرتين جديتين تيرزان هناء ‎٠»‏ على الأقل.
أولاهما: إذا كانت الولايات المتحدة تنتج أقل بقليل من حاجتها من النقط الخام
فالاتحاد السوفياتى ينتج أكثر من حاجته من هذه المادة؛ ويصدر الفائض لسد حاجة
بلدان أورويا الاشتراكية. فما الذي يدفعه الى «الغزى»؟ يجيب هولستيتر(؟), ان تقديرات
المخابرات المركزية الأميركية* تشير الى أن الاتحاد السوفيمي سيتحول الى مستورد للنفط
خلال النصف الثاني من الثمانينات. وبعيداً عن الاشارة الى التقديرات اللانهائية لوكالة
المخابرات المركزية. التى ثبت تعمد الخطأ فيهاء فلابد من التساؤؤل من جديدء لماذا
لايعمد الاتحاد السوفياتي عند ذاك الى استيراد حاجاته من النفط الخام, كما يستورد
الآن كثيراً من المواد الأولية الأخرى؟ واذا كان الجواب أن تكاليف الاستيراد باهظة فما
علينا إلا مقارنة تكاليف البناء الحربي الضخم في هذه المنطقة بتكاليف الاستيراد لملاحظة
تهافت هذه الحجة. بعبارة أخرىء ان المنطق العسكري الأميركي ينطلق أصلاً من حجة
مفادها: ان الحاجة الماسة لمادة أولية معينة تبيرر احتلال مناطق انتاجهاء ليعود هذا
المنطق وبعد أن يعكسه عيئ الصرف المعادي الآخر (الاتحاد السوفياتي) فيبين أن هذا
الطرف سيكون بحاجة ماسة الى تلك المادة مما يشكل خطراً على البلدان التي تنتجها
عسكرياً. تغجز الدراسات الاستراتيجية الأميركية. عن اغلاق الثفرة المشار اليها
أعلاه. نشير: على سبيل المثال؛ الى حجتين أساسيتين طرحتا لتبيان زيف هذا الادعاءء
أولاهما تثير مسآلة الدافع لهذا البرنامئج العسكري الضخم. هل هو الاعتماد على نقط
الخليج؟ حسناء لقد رفض نيكسون المضي في برنامجه لتصننيع النفط من الأحجار الزيتية
على أساس تكاليف البرنامج. وما علينا سَوى مقارنة تكاليف ارسنال القوات الى منطقة
الخليج لمقارنة أيهما أكثر كلفة. أما الحجة الثانية فتتساءل» على افتراض صحة وجود
خطر تدخل سوفياتي: هل من الضروري بناء ترسانة ضخمة من الأسلحة التقليدية؟ ذلك
أن الاستراتيجية الأميركية تقوم .على أن تعرض المراكز الحيوية للهجوم كاف لاستخدام
أساليب «التصعيد العمودي». أي التخويف باستخدام السلاح النوؤي. 1
أما الثغرة الجسدية الثانية في الاستراتيجية العسكرية الأميركية فانها ترتبط
بالعلاقة بين الؤلايات المتحدة وحلفائهاء ان يتضح من التصور الأميركي نفسه أن محوري
«الخطر السوفياتي» لايمسان الولايات المتحدة مباشرة؛ فهناك احتمال حرب في أوروباء
واحتمال ‏ خرب أخرى في الخليج دفاعاً عن المصالح النفطية لأورويا الغربية واليابان
بالدرجة الأولى» (بعد أن أسقطت احتمالات الحرب مع الصين أو في جنوب شرقي آسيا
منذ الستينات). بيد أن أية متابعة للوقائع تبين 7 الدول الواقعة على «خط المجابهة»
* وهي بالطبع واحدة من مئات المواد الدراسية والاعلامية الأميركية التي تدور حول الموضوع ذاته.
ع
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2960 (9 views)