شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 59)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 59)
المحتوى
الصهيونية تعتبر نفسها ايديولوجية قوميةء وتقوم على الزعم .بأن .اليهود شعب واحد. له
ماض مشترك و وهدف عام واحد وأن فلسطين وما جاورها من الأراضي العربية هي (الوطن
القومي اليهودي) الذي ينبغي على جميع يهود العالمٍ أن :يتجمعوا فية.
وبالطبع تبقى الصهيونية كذبة كبيرة واختلاقاً استعمارياً. ولعل أكبر دليل على ذلك
هى أن «دولتها» لم تستطعء بعد ثلث قرن من تأسيسهاء أن تجذب إليها على الرغم من كل
أساليب "الترغيب والترهيب أكثر من ربع يهود العالم» وأن أكبر غلاة الصهيونية اليوم
هم أكثر الناس بعداً عن التفكير في اسرائيل كوطن قومي لهم.
وبالطرف الدولي نعني ذلك الجانب الفاعل من الأسرة الدولية» وليس هذا الطرف
هامشياً ولا عاملاٌ مساعداً؛ ولكنه جزء لا يتجزأ من المركب المعقد للصراع العربي
الصهيوني. ومن الواضح أن القضية الفلسطينية نبتت أصلاً خارج فلسطينء: وفي مكان
بعيد جغرافياً عن المنطقة العربية» ومن خلال ظروف لا تمت بصلة قوية لمشكلات هذه
المنطقة. ولم يكن في فلسطين حين ظهور المؤامرة في القرن التاسع عشر سوى أقلية ضئيلة
لا تكاد تتجاوز نسبة 5/ من السكان بحال من الأحوال. وفي الظاهرء كانت خطط
استيلاء الصهيونية على فلسطين حلا لمشكلة أوروبية صرف هى «المسألة اليهودية» أو
مشكلة الأقليات الدينية اليهودية في المجتمعات الأورويية. ولم تكن هذه المشكلة سوى
واحدة من المشكلات الأوروبية المختلفة التي حاول الاستعمار الأوروبي حلها خارج
أوروبا وعلى حساب شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا. ومن هناء كانت الصهيونية امتداداً
عضوياً للحركة الاستعمارية. وكان الاستعمار في القرن التاسع عشر هو الطرف الدولي
الفعال. وفيما بعد اختلفت طبيعة الطرف الدولي ودخلت في الأسرة الدولية. اتجاهات
متعددة أقواها الاتجاه المعادي للامبريالية. وترتب على ذلك تفاوت موقف الطرف الدولي
حسب تطون تركيبه. ولكن دور الطرف الدولي ظل. في .تصاعدء وهو داخل دخول عميقاً 3
تعقيدات الصراعء وليس بالامكان فهم أية مرحلة من مراحل هذا الصراع :دون فهم
ضلوع الموقف الدولي فيها. ويكفي ‏ على الأقل ‏ حقيقة واحدة مفادها أن «اسرائيل»
لا يمكن أن تعيش أو تستمر لولا مالها من امتداد دولي. ومن فنا يصر البحث الحالي على
اعتبار الطرف الدولي جزءاً أساسياً من معادلة الضراع.”
وفناك أخيراً: الطرف العربيء والمقصود به الأمة العربية بشعبها الواحد ودولها.
وليست فلسطين سوى نقطة البدء في العدوان. ويَعَيْدَاً عن المناقشات الايديولوجية
والنظرية, يمكن لأي مراقب محايد أن يلاحظ أن تطورات القضية الفلسطينية أثبتت أن
قضية فلسطين هي أخطر القضايا القومية التي تواجه الأمة العربية, وآثارها على مستقبل
القضية القومية أعمق من جميع التحديات التي واجهت حركة التحرن العربي حتى الآن.
ذلك أن المخططات الصهيونية الامبريالية تشكل في الأصل تهديداً للوجود العربي والتقدم
العربي والمستقبل العربي. ‎٠‏
واذن لا يصح النظر إلى القضية الفلسطينية على أنها الشعب العربي الفلسطيني
وحدهء أو قضية الدول المجاورة لفلسطين» أى قضية دول المواجهة وحدهاء أو قضية قطر
عربي دون قطرء وانما هي قضية الأمة العربية بأجمعها. وليس ذلك فقط لأن العرب أبناء
أمة واحدة تشترك في وحدة المصير القومي وما يصيب أي قطر من أقطارها لا بد أن يؤثر
لك
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22446 (3 views)