شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 65)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 65)
المحتوى
وهكذا لم يستطع التدخل العربي أن يوقف الكارثة أو يقلل من حجمها. ‏ ولكن
الكارثة كان لها .نتائجها: في طبيعة .الطرف العربي؛ إن وضعت الجماهير العربية أمام
تحدي التغيير من الداخل ومهدت الطريق لتصاعد دور حركة التحرر العربية وبروز قوى
سياسية واجتماعية جديدة تكون لها نظرتها الأكثر جدية في معادلة الصراع. | ْ
ثالثاً: مرحلة ما بعد النكية 2 [
الم تكن نكبة عام ‎١514/4‏ حدثاً مفاجئاً في جدلية الصراع. ولم تكن كذلك تحول
بسيطاً في التاريخ الحديث للأمة العربية, بل كانت حداً فاصلاٌ بين عهدين» وتغيرت بها
طبيعة كل طرف من الأطرافء, حتى أنه ليس من قبيل المغالاة التأكيد على أنه «لا شىء
بعد النكبة يشيه ما قبلها». ‎١‏
ومن خلال المنطق الخاص بجدلية الصراع العربي الصهيوني فقد تغير كل شيء,
ريما باستثناء يند واحد ظلل ثابتاً في المعادلة وهى التطايق الصهيوني الاستعماري. أما
ما عدا ذلكء فقد طرأت تغيرات جذرية على الأطراف الثلاثة. مما صعد بمستوى الصراع
إلى درجات لم يعرفها من قبل. فقد أصبحت الصدامات حروياً بين دول2ء وأصيحت
الخسائر البشرية والمادية والمعنوية ذات أبعاد كبيرة جداً: وتعمق البعدان الدولي والعالمي
للصراع بحيث أصبح من غير المستهجن التخوف من أن تكون منطقة الشرق العربي هي
. الصاعق الذي يهدد بتفجر الوضع الدوليء وأخيراً اتضحت أكثر من أي وقت مضى طبيعة
الصراعء وهي كونها قضية موت أو حياة بالنسبة للوطن العربي بأكمله لا بالنسبة
لفلسطين وشعبها العربي فحسب. ‎٠‏
.ولقد .مضى الآن ,ثلث قرن ويزيد. على تطورات الصراعء وكانت هذه الحقبة حافلة
بالتطورات الدرامية من عسكرية وسياسية واقتصادية. وليس من الممكن استقصاء كل
هذه. التطورات في المقدمة الحالية, .ليس بسبب ضيق. .المجال فحسب بل كذلك خوفاً من
ضياع المعنى المقصود: من العرض الحالي. ولذا سيجري .تحليل وضع كل من الأطراف
الثلاثة بمنتهى الاختصارء ومن .خلال زاوية واحدة فقط هي اتجاه جدلية الصراع نحو
الاكتمال» مما يعني بالدرجة الأولى تناقص مقدرة الطرف الصهيوني الاستعماري على
‎١‏ الطرف الصهيوني 000 معط مقط يد متفقة يويعاا ‏ السمية اننا
ش بعد مضي ثلث قرن على قيام الكيان الصهيرني يستطيع الباحث اليوم أن يقول
باطمئنان. ان «اسرائيل» أخفقت في أن: تكون: تجسيد . الحلم الصهيوني القديم. .ان غلاة
الصهيونيين اليوم يؤكدون على هذه الحقيقة بل أنهم يندبون. اسرائيل وما تمثله من هزال
داخلي ومن صورة بشعة الغطرسة الناجمة. عن الشعور بالضعف. .
ومن الثابت أن نمى الدولة الصهيونية أتى بنسب أضعف بكثير مما خطط له
المشروع الصهيوني ذو الجوانب البشرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. ولتحاول
أن نستعرض المسألة من خلال هذه الجوانب.
(1) المشروع البشري:
لقد كانت الهجرة دائماً'الهاجس الأول لزعماء الصهيوثية, وهي الخضان الأساسي
1
تاريخ
يوليو ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22446 (3 views)