شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 105)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 128 (ص 105)
- المحتوى
-
مع 'انتاجه. ان قراءتنا لآثار غسان تملوؤنا حيوية وحماساًء فلأسلويه سحن لايصوره إلا
تعبير سهيل اداريس عندما ضاخ «اجعلها [قصص غسان] يا شعب: فلسطين قرآنك»(©).
ان مايشدنا الى آثار غسان2. اضافة الى جودتها الفنية,» هؤ-هذ! الحماس المبثوث في
حناياهاء وهذه الشحنة العاطفية: التي تغمرها 'فتجعلها قزيبة الى أنفسنا: نألفها وتنحنٌ
اليها؛ إن أننا عندما نقرأها لانحس ببرودة التحليل. الذي كثيراً مايفمر الروايات
الواقعية الاجتماعية؛ ولعلّ هذا راجع الى ثراء لغته وشاعرية صوره؛ فهي تشحن كتاباته
بدفق عاطفي حماسيء أو الى النغمة الغنائية التي يغمر بها آثاره فيجعل فيها تناغماً عميقاً
يؤلف بين أجزائها ويكوّن لحمة أقرب الى الصياغة الشعرية منها الى البناء الرواثي. ولعلّ
السبب الأعمق لذلك كله هو تعاطف غسان مع مايقدم من أبطال وأحداث؛ فكأنما يكتب
عن همومه الخاصة. فهى يتألم مع أيطاله ويتفهم مشاكلهم ولم ذره أبداً يسك متهم أو
يستهزىء بهمء بل على العكس من ذلك كثيراً مايدفعه تعاطفه معهم الى تعويض. الواقع
بالحلم وخلق عوالم خيالية تساعدهم على تجاوز الواقع» ولكن ليجب أن نعتبر أنه يقدم
هذه الأحلام رحمة بأبطاله فقطء بل هي مبنية على ايمان بالتطور التاريخي وعلى تحليل
موضوعي لسيرورته. ان الحلم عند المثقف الاشتراكي ينبني دائماً على قناعات راسخة
منشؤها ايمانه بالمستقبل. ومن هنا يصلح لرومنسيته بعد نضالي يثريها ويخرجها من
هوس الخيالات المجانية؛ فظهور الأم مثلا بالأرض المحتلة في رواية «أم سعد»», أو طريقة
تعرّف العاشق على زينب أو علاقته بالخيل: وكذلك الرؤى التي تتراءى للأطرش في رواية
«الأعمى والأطرش»: لا ذتبعث فينا شعوراً بالاستفراب بل على المكسن من“ ذلك تدغدغ
أعماقنا فتيقظ آمالنا وتحيي فينا الايمان بالمستقبل. ان هذه الصور هي صور رومانسية
ولكنها ضور هادفة وفعالة تسعئ الى ايقاظ أحلامنا وتثبت ايماننا بالمستقبل2» وهي
لاتدفعنا الى الأحلام الخاوية : بل تبث فينا الخماسٍ والاقبال عق العمل من أجل تحقيق تحقدة
ما توحي به.
وفي الختامء يمكننا أن نقول ان غسّان كنفاني ترك نا آثاراً روائية ئية استطاعت أن
تخاطب وعينا الاجتماعي بمحتواها الملتزم» وأن تخاطب ذوقنا الفني بمساهمتها الجدية في
الأستلوت وأن تخاطت عواطفنا .وأحاسيسنا بلغتها الشعرية ونكهتها الرومانسية وهو
لم يترك” لنا شكال روائياً محدداً ولكنه ترك أساليب متنوعة ترسي معالم الفن الواقعي
الاشتراكي في العالم العربي2ء وقد صورت لنا هذه الآثار ايمانه بضرورة البِحث عن
أشكال جديدة تخدم المضامين التي أتت بها الرؤية الاشتراكية وتذحزح الأشكالن الجامدة
وتقاوم روح المحافظة عند الكاتب العربي. 0
لقد ترك لنا غسّان مساهمة جدية : تطوير الشكل الفنى تدل غلى: سعة اطلاعه
وقذزته الفنية وعلى ايمانه. فان الفن يجب أن يواكب الحياة في كلّ أبعادهاء وأن يتحدد
دائماً وأن يشمل كلّ المشاكل التي يعانيها الإنسان وأن يَعلّمْه كيف يتجاوزهاء ولن يتم
ذلك بمجرد الالحاح على المحتوى بل لابدّ من خلق اشكال تتماثى مع الرؤّية الجديدة
ولستو يم 00
أن الفن الاشتراكي لايحدد تقنيات معينة: وانما هى رؤية تغمر الأثر وتسخّر كل
التقنيات لتصب في مصبّ واحد» وتخدم غاية واحدة آلا وهي المحافظة على انسانية الانسان. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 128
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)