شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 25)
- المحتوى
-
مفهوم بيغن شارون المقترح كحل مستقبلي لمصيرهما. ذلك أن نقطة الدائرة في
المرحلة السياسية والتاريخية الآنية» إنما تكمن هناء في المصير السياسي الذي ستؤول
إليه هذه الأراضيء وبيد من سيكون الحكم والقرار فيها.
ولا يخفىء أن الفريق الحاكم في إسرائيل بقيادة بيفن وشارون؛ لا يتصور مصيراً
آخر لهذه الأراضيء غير البقاء جزءاً من أرض إسرائيل. وهى في أقصى حدود تتازله.
يرى أن مشروعه للحكم الذاتي هو الخط الأحمر الذي لا تراجع بعدهء في كل ما يعني
مصير هذه الأراضى العربية ومستقبل سكانها. وكلنا يذكر. أنه فى عهده أصبحت
القدس عاصمة «أبدية» لدولة إسرائيل» وضم قطاع الجولان المحتل إليهاء كدلالة
سياسية يراد أن لا يرقى إليها الشكء بأن مستقبلهما غير مسموح البحث فيه عاجلاً أم
آجلاٌ. وفي هذين الحدثينء لم يلحظ واحدنا اختلافاً حقيقياً أو خلافاً جدياً بين الأحزاب
الإسرائيلية حول مصير القدس والجولان» فيما عدا الاعتراض الناشىء حول التوقيت
والشكل؛ دون أن يمس في جوهره مسألة الضم والتوحيد. ولقد بدا الموقف الإسرائيلي
عموماً في هذين الحدثين, موحداً بقوة. وعلى قدر كبير من الاتفاق السياسي الجوهري
باستثناء اللهم موقف المعارضة الإسرائيلية الشيوعية؛ وهي في تأثيرها السياسي
على قرارات البلاد؛ لا تزال ضعيفة القدرة والأثر.
إلا أن الوحدة السياسية الداخلية المشار إليها آنفاً فى شأن القدس وقطاع
الجولان» تتبدى في صورة معاكسة:؛ عندما يكون موضوع البحث مصير الضفة الغريية
وقطاع غزة. بالطبعء لم يبد ولا يبدو. أن هناك خلافاً حول رفض فكرة إقامة دولة
فلسطينية مستقلة تكون تعبيراً عن الدعوة إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
الواقع تحت نير الاحتلال في هذه الأراضي. فالحال هي كما سبق اتفاق وإجماع
على رفض فكرة الدولة2 يستوي في ذلك بيغن وبيريس وياقي المسؤولين السياسيين
والقياديين» ولا يختلفون. والشيوعيون الإسرائيليون يصورة .رئيسة» وحدهم. من يخرق
هذا الإجماع. لكن هذه الوحدة وذلك الإجماع, ينقرط عقدهما حين يرى الفريق الحاكم
بقيادة الثلاثي بيغن شارون شامير أن الحكم الذاتي ومشروع الإدارة الذاتية فيهما
الحل لمستقبل هذه الأراضي2 في حين يرى بيريس ومن ورائه حزب العمل
الإسرائيلي وجوب إعادة. الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأردن» على أن يكون جزءاً
منه. غير منفصل عنه. ويذلك يلتقي أصحاب هذا الرأي مع مبادرة ريغان» ويجدون. في
مشروع «السلام» العربي الصادر عن قمة فاس الثانية في المغرب عام ١447 بعض
ذقاط الاتفاق الجديرة بالبحث والتلاقي» حتى لو لم يعلنوا الأمر صراحة.
واذا كان الفريق الحاكم في إسرائيل لايزال يصر على تسمية أراضي الضفة
الغربية المحتلة بيهودا والسامرةء انطلاقاً من استلهامه التوراتيء فإنه في جميع
ما يخفي ويظهرء يبدو وكأنه قد ربط مصيره السياسي ومستقبله في الحكم, بإبقائهما
تحت الاحتلال: بل ويتحويلهما إلى جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل. ولا يستغرب يعدهاء
أن تتناهى أصداء دعوات تنبعث من هنا وهناك: في هذه اللحظة أ تلك. داعية إلى ضم
الضفة والقطاع. أو ابقائهما تحت الاحتلال» في أبسط الأحوال. ولطالما سمع المراقبون
مثل هذه الدعوات, ولا تزال الذاكرة السياسية تستعيد قوة النبرة بصدد هذا الموضوع
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 134
- تاريخ
- يناير ١٩٨٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)