شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 35)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 35)
المحتوى
مسألة الانسحاب الإسرائيلي» بدلا من أن يكون القراران الدوليان السالفا الذكر ه هما
مستنده ومرجعه واعتماده وقد بحثنا ذلك سابقاً. لكنه مضطر إلى إعلانهاء لأنها بغض
النظر عن التنازلات والأثمان» تحفظ حقه الشرعي والذي يجب ألا يرقى إليه شك
أو يطوله تشكيك. ‎١‏
ويراهن الطرف اللبناني من خلال هذه المطالبء على أنه سيحظى بالدعم الأميركي
اللازم لتحقيقهاء بعدما أعلن موقفه بالثقة الكاملة في الولايات المتحدة الأميركية وإدارتها
ورئيسهاء مما يعني وضع أوراقه كاملة في سلة الموقف الأميركي في المفاوضات
وخارجهاء وعلى مختلف الصعد. وهى يأمل عبر ذلك كله في تحقيق مقولة سعى إليها
حكم الرئيس السابق الياس سركيس طيلة سنوات ست دون أن ينجح؛ ألا وهي «فصل»
الأزمة اللبنانية عن الأزمة الفلسطينية وعن الصراع العربي ‏ الإسرائيلي. ويعتقد الحكم
اللبناتى أنه إذا ما تحقق هذا الفصل بين الأزمتين بعيداً عن الصراع
العربي ‏ الإسرائيلي, فإن سفينة لبنان الممرّق قد تعود إلى برّ الوحدة والالتحام؛ إذا
ما ضغطت الولايات المتحدة الأميركية على إسرائيل بقوة وجدية» واضطرت الأخيرة إلى
الانسحاب مع قبضها لما سيرغم لبنان على دفعه من الأثمان.
ويستشرف بعض الموقف اللبناني مستقبلاً مختلفاً عما ستكون عليه الحال في
الوثائق المكتوية بنتيجة المفاوضاتء فيما لى تحقق الانسحاب الإسرائيلي بنتيجة الضغط
الأميركي والفصل بين الأزمتين» مما أشير إليه آنفاً. فهو يرى أن مصر التي كانت
مقيدة خلال الاحتلال الإسرائيلى لأرض سيناء. والتى اندفعت إلى تقديم التنازلات يغير
حساب آنذاك, عادت واكتسبت «حرية محدودة» بعد أن تم الانسحاب من أراضيهاء
وأصبحت قادرة على رفض زيارة رئيسها للقدس إيّان خلافه مع بيغن حول هذا الأمر,
كما أنها استطاعت أن تسحب سفيرها من إسرائيل وتعاود الاقتراب من العرب مجدداء
منتقدة المواقف والسياسات الإسرائيلية في المحافل الدولية وعاملة ضدهاء في الوقت
نفسه الذي أعاقت فيه عملية «التطبيع» بسبل مختلفة. حتى ليصح المثل القائل والمذكور
سالفاً. من أن فى مصر «معاهدة» من غير «تطبيع». ويتساءل أصحاب هذا التهجه عن
الأسباب التي ستحول ستحول دون قيام لبنان بالأمر عينه فيما بعدء حتى ولي اضطر إلى تقد
التنازلات اليوم. ويفترضون أن تقييد حرية التبادل التجاري مستقبلاً فيما لو اضطة
لبنان إلى ذلك ستكون أفضل من «بوابات العبور» المفتوحة اليوم دون رقيب عبر
«الجدار الطيّب» الإسرائيلي في لبنان. وهكذا دواليك؛ في ما تبقى من أمور. ويحسب
أصحاب هذا الرأي؛ أن العرب سيلحقون بلبنان عاجلاً أم آجلاً. طالما أن ما يدعى
«بقطار السلام العربي» قد سار على خطه بعد إقرار مشروع السلام العربي» وأنه
‎١‏ مانع من أن يكون لبنان وحيداً في إحدى القاطرات بدءاًء طالما أن الباقين لن يلبثوا
ن يشاركوه القاطرة.
وينسى أصحاب هذا الرأي بالطبع أموراً شتَّىء منها: أن إسرائيل نفسها قد
استفادت من تجرية المفاوضات الإسرائيلية ‏ المصرية: كما استفاد المفاوض اللبنانى.
وأنها ستعمل على تلافي نتائجها الضارة بهاء وقد أعدّت لذلك ما تستطيعه منذ الآن. كما
يتغافل أصحاب هذا الرأي عن أن هناك خوفاً حقيقياً أن تتعثّر مساعي «السلام» في
دن
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)