شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 117)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 134 (ص 117)
المحتوى
وازاء مثل هذه الأوضاعء لم يكن من
المستغرب أن يستأثر موضوع الهجرة اليهودية
الى اسرائيل بحيز مهم من النقاش النظري الذي
دار بمناسية انعقاد المؤتمر حول الأوضاع
الصهيونية الراهنة. فقد ادعى أحدهم أن النظرية
الصهيونية بشأن الهجرة الى فلسطين قامت على
عاملين: القوة الدافعة, والقوة الجاذبة. وتنجم الأولى
عموماأ عن سوء أوضاع اليهود في العالم أو اضطهادهم
هنا وهناك, بحيث يضطرون الى الهجرة من
بلدانهم سعياً وراء ملجأ آمنء فلا يجدون إلا
فلسطين التي تجذبهم اليها. ولكن في الآونة
الأخيرة «ضعفت القوة الدافعة, واختفت القوة
الجاذبة. فالسياسة التي تسعى لتحويل اسرائيل
الى دولة ثنائية القومية. تكمن الخلافات في
أسسهاء مثل لبنان وقبرص وارلندا الشمالية,
أو دولة 'تمييز عنصري'2, يسيطر فيها 'شعب
سيد' على أقلية قومية كبيرة جداً (يمكن أن
تتحول إلى أكثرية)... ليس فيها ما يساعد على
زيادة عدد المهاجرين المتوقعين الى اسرائيل»
(يهودا غوتهيلفء دافان, 19/؟١/19185,‏
ص ‎.)١١‏ ثم ان اليهود ليسوا مضطرين للهجرة
الى اسرائيل: إلا إذا تأكدوا أنه ليس هنالك
مناص من ذلكء «فعلى أي حالء هنالك ملجاً جاهز
للمستقبل, ويستطيصسون الهجرة متى يشاؤون»
(المصدر نفسه).
وفي اطار البحث عن-.حلول لمسألة اتخفاض
عدد المهاجرين الى اسرائيل» ظهر كأن هنالك شبه
اجماع على أن ذلك لا يتم الا بتقوية «الثقافة
اليهودية» بين -يهود" العالم, التي لا تساعد فقط
على حفز اليهود للهجرة الى اسرائيلء عن طريق
تقوية. روابطهم الفكرية والعاطفية وزيادة تمسكهم
بهاء بل. انها ضرورية أيضاً للحفاظ على كيان
«الشعب اليهودي» نفسه ومنعه من «الانصهار»
في باقي الشعوب. وكان رئيس اسرائيل اسحق
نافون قد حذرء في كلمته أمام المؤتمر» من خطر
تقلص عدد اليهود في العالم من ‎٠١.5‏ مليون
ذسمة حالياً الى ثمانية ملايين نسمة في عام
ألفين. وذلك نتيجة لعاملين أساسيين: اتخفاض
معدل الولادة بين اليهود من جهة: وازدياد عدد
الزيجات المختلطة واتجاههم للاندماج في الشعوب
التي يعيشون بينها من جهة أخرى (هارتس,
»5 ص ١؛‏ وانظر أيضا مقالة دوف
ملدلا
بار نير في عل همشصار. 1/؟١/15475,‏
ص ؟). غير أنه, في مقايل ذلك كان هنالك من
حذر من مغبة تقوية «الثقافة اليهودية». لأن ذلك
لن يؤدي بالضرورة لتحويل اليهود إلى صهيونيين
(انظر مقالة فولص في هآرقس. ١٠/؟١/1585,‏
ص ؟١١):‏ بينما دعا نافون نفسه إلى ضرورة
التمييز بين «اليهودي الجيد والصهيوني الجيد»
(دافار. ‎,1587/١7/8‏ ص ١)؛‏ وهي دعوة في
محلهاء على كل حالء إذ أن العديد ممن يمتلكون
«ثقافة يهودية».: علمانيين كانوا أو متدينين: ليسوا
بالضرورة من كبار مؤيدي اسرائيل
أو الصهيونية.
وخلال النقاش في المؤتمر حول هذا الموضوع,
طرحت أيضا فكرة انشاء جامعة خاصة في
اسرائيل» تتعاطى التدريس باللغة الانكليزية من
خلال التشديد على «الثقافة اليهودية»2. ويدعى
الشباب اليهودي من كل أنحاء العالم لتلقي العلم
فيهاء وليعودوا بعدئذ إلى بلدانهم للقيام
بواجباتهم. إلا أن المندويين الشباب من اليهود
السفاراديم استنكروا هذا الاقتراح بشدة,
موضحين أنه «آن الأوان لأن يهتم المؤتمر بأمور
أكثر أهمية من مسألة إقامة مؤسسات ثقافية
أخرى للنخبة الاجتماعية [وهي اشكنازية
اساساً]ء مثل البحث في مسألة اندماج الصهيونية
في العالم الشرقيء والكف عن الجري وراء الثقافة
الغربية» (دافار. ‎:1545/١5/١5‏ ص ؟).
وفي اطار التفتيش عن حلول لازمة الهجرة,
ظهر هنالك أيضاً تيار آخر شدد أصحابه على
مسالة «الالتزام» (أو التنفيذ. هغشاماه)
الصهيونىء داعين إلى اقامة مايمكن تسميته
حركة الضهيونيين الملتزمين» وذلك بتخطئ المنظمة
الصهيونية العالمية أو تجاهلها أوء إذا أمكن ذلك,
من خلالها؛ وعلى أن ينضم لمثل هذه الحركة
الصهيونيون الذين ينوون فعلاً الهجرة الى
اسرائيل» دون غيرهم. ويرز في هذا المجال بشكل
خاص أورى غوردونء أحد النشيطين في حزب
العملء الذي يطلق عليه معارفه لقب «السيد
صهيونية» (عل همشمار. ‎1945/١١/9‏
‏ص 35)ء نظرا لنشاطه الدؤوب في متابعة الشؤّون
الصهيونية. وكان غوردون قد حصل على أكبر
عدد من الأصوات عند اختيار مندوبي حزب
العمل للمؤتمر الصهيوني2» ورشح من قبل حزبه
تاريخ
يناير ١٩٨٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10381 (4 views)