شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 8)
- المحتوى
-
المسؤولية خطيرة. .. والظروف صعبةً وشاقة, ولكنه المخاض الأليمٌ للميلادٍ
العظيم. ليس ميلادٌ دولتّنا وحسب. وإنما ميلادٌ جديدٌ لأمتنا العربية الخالدة» وكلما
ازدادت شراسةٌ العدو ازددنا إيماناً بالنصر وثباتاً على الطريق الموصل إليه» ولن يزيد
العنفُ هذا الشعبّ إلا عنفواناً. وأصالة وإصراراً.
إننا نصنمُ معجزات ثوريةً مكللةً بالمعاناة والمتاعب والآلام .
ولاننا نصنمٌ هذه المعجزات وهذه الملاحم. نسجلٌ هذه الانتصارات على كافة
الصّعْدِ لشعينا وأمتناء وننيرٌ لجماهيرنا الدربَ وشموع العودة التي نقذِفٌ فيها مُهِجَ خيرةٍ
الأحباب وصفوةٍ الأخوة. فيمتلىء الدربٌ بالشهداء؛ يصنعون من أجسادهم جسوراً للعبور
إلى الوطن. ومن شلالاتٍ الدم التي لم تتوقف لحظهةً واحدة في ثورتنا ثروي بها الأرض
المشتاقة لأبنائها .
وهنا لنا وقفة. . . وقفةٌ تأمُل, ووقفة المسؤولية الملقاةٍ على عواتقنًا تجاه قضيتنا
وشعبنا وأمتنا. هذه الانتصاراتٌ التي نُحَيِّقَهَا وهذه المُنْجَرَاتٍ التي تُحرزها وهذه
المكاسب التي تحصلٌ عليها ليست مِنْهَ ولا منحةُ من أحدء ثمنها غال غال.» ثمهًا
مواكبٌ الشهداء وقوافل الأحرار والمجاهدين. وعلينا أن نعرفٌ كيف نحصدٌ خيرات
وثمرات وسنابل هذه الانتصارات وهذه الإنجازات وهذه المكاسبء. نحصّدُمًا لأهلنا
وشعبًا وأمتناء فالتاريحٌ لا ينتظر المترددين والتاريخ لايلتفتٌ للغافلين, دماؤنا ثمئها أرضئاء
دماؤنا لاتذمَبُ رخيصة. هنا يجب أن يعلّمّ الجميع. أننا حين نُقَاتِل بهذه الشجاعّة وحين
ننتصرٌ هذه الانتصارات وحين نُنْجِرُ هذه المنجزات» علينا أن نعرف كيف نوظفُها في
اتجاهٍ الهدف الكبيرء في اتجاه القدس وفلسطين. لهذا أطلقنا على عابنًا الماضي عام
الخيار الفلسطيني الذي هو وحدّه صاحبٌ الكلمةٍ الفصل في أية معادلة في المنطقة.
لهذاء نحن لسنا على استعداد لأن نكون للمساومة في سوق النخاسّةٍ السياسية» ولسنا
على استعدادٍ لتجيير هذه الانتصارات والمكاسب والإنجازات لغير شعبنا وقضيته العادلة
ولغير أطفالنا ومستقبلهم. وليعرف هذاء القاصي والداني. إن قضيتنا ليست قميص
عثمان» ونقولها بالفم الملآن والمسؤولية الكبيرة الملقاةٍ على كواهلنا وفي أعناقناء وما
أخطرهًا من مسؤولية» وما أصعَبّها من مهمة لأنها نقطةٌ التغيبر الاستراتيجية في المسارٍ
العربي القومي بل في المسارات الثورية لكل الأحرار في العالم. فطوبى للرجال الذين
يعيشون هذه الحقبة من تاريخ أمتنا ويصنعون تاريحَها ويُرسون دعائِمٌ مستقبلها. .
4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39354 (2 views)