شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 46)
- المحتوى
-
العاملون في اسرائيلء علماً بأن الانتاجية العمالية في اسرائيل أعلى بكثير مما هي في
المناطق المحتلة. ويتبين في النتيجة أن المؤسسات الصناعية في اسرائيل تمكنت من احتلال
الموقع المفضل محققة الفوز بالأولوية في تجنيد الأيدي العاملة من المناطق المحتلة,
أن في وسسعها أن تدفع أجراً أعلى إذا دعت الحاجة. أضف إلى ذلك أن المنتجات
الاسرائيلية تتطلب طاقة عاملة أقل بكثير مما تتطلبه المنتجات المماثلة في المناطق المحتلة,
نظرةً للتراكم الاقتصادي الناجم عن عمليات الانتاج بالحجم الكبير.
أما النقص في اليد العاملة الماهرة في المناطق المحتلة, فكثيراً ما اعتير معوّقاً يعرقل
نمو الصناعة. وهذه في الواقع مفارقة ساخرة عصية على الفهم. حيث أن الفلسطينيين
طالا اشتهروا بتصدير اليد العاملة الماهرة المدربة إلى معظم بلدان 1 الأوسط. على
ن النظر عن كثب إلى القوى المحركة لسوق العمل في المناطق المحتلة يكشف عن عاملين
قويين للغاية يؤديان إلى الاستنزاف المستمر للطاقة العاملة في المناطق المحتلة, وهما:
أولا: لقد تضررت الأجور الحقيقية كما تضرر المستوى المعيشي حين غطس
الاقتصاد الاسرائيلي في لجة التضخم منذ أوائل السبعينات. ولقد تزامن هذا مع ازدهار
اقتصادي وطفرة في كل من الأردن وبلدان النفط. وهذا الوضع دفع أعداداً غفيرة من
الأيدي العاملة الماهرة في شتى الحرف والمهن لترك أعمالها ومغادرة أهلهاء والسفر 7
البلدان المجاورة. لقد ا هجرة العمال في أوائل السبعينات, ولا تزال مستمرة حتى
الآن بكامل زخمها(*). وان العمال المهاجرين من هذه الفئّة هم في القالب من أمهر العمال
في مختلف المهن والقطاعات.
ثانياً: بالاضافة إلى الهجرة إلى البلدان العربية. هناك كما شرحنا من قبل
الأعداد الكبيرة من العمال المهرة الذين يعملون في اسرائيل. وبحكم موقعهم هذاء لابد
من طرحهم جانباً من سوق العمل ا محلي عملياًء وإن كانوا لايزالون يعيشون في منازلهم
في المناطق المحتلة.
هذان النوعان من تحرك القوى العاملة أديا إلى استنزاف معظم العمال المهرة
والمدربين في الناطق المحتلة. ولكن, بسبب الطبيعة العائلية للصناعات في هذه المناطق»
وللمسألة وجهها الايجابي كذلك. فارتفاع أجور العمال كانت له تآثيرات ايجابية
على مسار النمو الاقتصادي فق المناطق المحتلة. . ففي المقام الآول» أدى الأمر إلى حمل
(*) حسب الاحصاءات المتوافرة لدى وزارة العمل قِ عمان ٠ فإن 1” ألف عامل هاجروا من الضفة
الغربية إلى البلدان المنتجة للنفط خلال الفترة ١517١ ل/ا99١, وزهاء ١١ ألفاً من عمال الضفة الغربية
هاجروا إلى الأردن نفسه.
كت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39344 (2 views)