شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 79)
- المحتوى
-
إن الصورة المشرقة لتطور العمل النقابي في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تنفي
رؤية الجانب الآخر الذي يحفل بالعديد من الثفرات والسلبيات الناشئة عن السياسات
الخاطئة التي ينتهجها «كثير من الفصائل والقوى الوطنية» النابعة عن الذاتية والعصبية
التنظيمية, والنابعة عن محاولات الهيمنة والتفرد.
وهذا بدوره يؤديء إذا ما استمرء ليس لوقف التطور فقطء وإنما إلى التدهور
وإضعاف العمل النقابي والنضال الوطني بشكل عام. وهذا الأمر يستدعي إيجاد الحلول
على الصعيدين السياسي والتنظيمي من قبل قيادة الثورة الفلسطينية لنتمكن فعلاً من
إحداث التطور والنهوض بالعمل النقابي داخل الوطن المحتل وخارجه.
ه العمل العسكري
لا شك بأن ممارسة الثورة الفلسطينية لكافة أشكال النضال قد عززت النضال
الوطني الفلسطينيء إلا أن الشكل الرئيسي والأرقى: الكفاح المسلحء هو الذي لعب الدور
الحاسم في المكانة والدور اللذين وصلت إليهما منظمة التحرير الفلسطينية. وممارسة كافة
أشكال النضال لابد من أن ترتبط وتخدم الشكل الأرقىء إلا أن ما حدثء فعلاًء يمثل في
بعض جوانبه تعثرا في العمل العسكري بالنسبة للسنوات السابقة: وذلك بالرغم من قيام
الثورة الفلسطينية بحوالي 517" عملية عسكرية داخل وطننا المحتل فلسطين خلال عام
:؛ وبعضها شكل تطوراً نوعياً في طبيعة عملنا العسكري.
إن العمل العسكري. داخل الأرض المحتلة, بالوتيرة الحالية, هو دون مستوى
وإمكانيات الثورة الفلسطينية» وبتقديرنا فإن لذلك أسباباً متعددة موضوعية وذاتية.
فعلى الصعيد الموضوعيء يبرزء بالدرجة الأولىء تزايد الاجراءات القمعية والارهابية
الصهيونية ليس ضد المناضلين الذين يقومون بالعمليات العسكرية فحسب وإنما بتعدي
ذلك إلى اعتقال أهاليهم وتشريدهم بعد نسف بيوتهم. هذاء من جهة, ومن جهة ثانية
لجوء العدى إلى آخر مبتكرات وأساليب مقاومة العمل السري الوطني مستفيداً من
التجارب العالمية ومن تجربته الخاصة وإعطاء أهمية خاصة وإمكانيات بشرية ومادية
هائلة تزداد عاماً بعد عام. لشؤون الأمن. وذلك في الوقت الذي لم تتطور فيه الأساليب
والامكانيات البشرية والتنظيمية والمالية والتقنية للثورة الفلسطينية بالمقابل» بالنسبة للعمل
العسكري في الداخلء بل ان بعض الأساليب التنظيمية والتقنية ما زالت في المستوى نفسه,
وان طرأ على بعضها أي تقدم, فهو محدود جداً.
ولا شك بأن سبباً موضوعياً آخر يؤثر على العمل العسكري داخل الأرض المحتلة,
وهى يعود إلى حرمان المقاومة من حقها المشروع في القتال من الجبهات العربية المحيطة
بوطننا المحتل فلسطين. فمعظم الثورات في العالم كانت لها قواعد ارثكاز خارج وطنها
المحتل تقوم بمهام عديدة تساعد في رفد النضال بكافة أشكاله وفي مقدمته العمل
العسكري. لكن الثورة الفلسطينية تواجه بأوضاع عربية تحول دون ممارستها لحقها
المشروع في الانطلاق من الجبهات المحيطة بوطننا المحتل.
1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39354 (2 views)