شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 98)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 98)
المحتوى
حاله في صالح اسرائيل إلى أجل غير محدودء فإن المستقبل السياسي للمنطقة قد يكون
كثيبا وتعيسا حقا.
وهذا الاستقطاب المتزايد للمواقف والسياسات في المنطقة. ينبع» في معظمه. من
ممارسات السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسطء. وهى ممارسات قوامها
المكوّنات التالية:
أولاً: الأولوية المعطاة لمجابهة التحركات السوفياتية في المنطقة, وإبقاء امن
الامدادات النفطية في مقدمة المشاغل الأميركية. وفي شكل يعلو على القضايا الضاغطة في
المنطقة.
ثانيا: محاولة ترويج كامب ديفيد وتسويق الحل الذي أتى به باعتباره حلا شاملا
للنزاع العربي ‏ الاسرائيليء وإعطائه الأفضلية على الخيارات الأخرى.
ثالثا: الدعم اللامحدود لاسرائيل في أية سياسات أو أعمال عدوانية تبدى ملائمة
لها بذريعة الدفاع عن النفس أو الأمن القومي.
رابعا: الرفض المستمر للتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل
الوحيد للشعب الفلسطيني.
خامسا: تبني سياسة مجابهة ضد بعض الدول العربية» ويخاصة ليبيا.
ولقد أدى تصلب الولايات المتحدةء في مواقفها من هذه القضاياء إلى تنفير حتى
المحافظين من العرب الذين بدأوا بالتعبير عن قلقهم العميق على المصير الذي ستودي إليه
مثل هذه الاستراتيجية في نهاية المطاف. وفي غضون ذلكء يهيمن على أعضاء جامعة
الدول العربية موقف يتّسم بالحذر والاحتراس من السياسات الغربية: على الرغم من كل
الخلافات السياسية الظاهرة بينهمء ذلك أنهم جميعا متفقون على تشخيص المصدر
الحقيقى للداءء واكتناه الخطر الفعلي الذي يهدد المنطقة. وهو العدوان الاسرائيلي. هذه
الحقيقة يفشيها الضباب احيانا في وطيس البيانات العربية المتباعدة» وفي ظل الخلافات
العربية المتفاقمة. لكن إلى هذاء وعلى الرغم من هذاء هناك فعلا اتفاق عام على سلم
الأولويات في الاستراتيجية العربية» وعلى أغراض وتوجهات السياسة الخارجية.
إن انهماك الولايات المتحدة في ملاحقة السياسات السوفياتية في الشرق الأوسطء
وخصوصا في عهد إدارة الرئيس ريغان: لم يستجب له العرب بغير الفتورء واحيانا
بمواقف سلبية, كما تبدى بجلاء خلال الجولة التي قام بها في المنطقة ناظر الخارجية
الأميركية هيغ في أوائل هذا العام. وهذه الاستجابة العربية الفاترة مصدرها قناعة عربية
مشتركة بأن التهديد الاسرائيلي هو الخطر العاجل والداهمء وإن كانت هناك تحليلات
متباينة لمرامي السياسة السوفياتية في المنطقة.
فالمواقف العربية من السياسة السوفياتية ليست محل إجماع على الاطلاق. فهناك
عدد من الدول العربية التي تعطي الموضوع أفضلية عالية وتعلن على الملأ قلقها من
14
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39361 (2 views)