شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 99)
- المحتوى
-
التدخل السوفياتي في أفغانستان: ومن النفوذ السوفياتي في بعض الدول المجاورة. كما
تتساءل عن مجرى التطورات المستقبلية في ميدان الطاقة في المعسكر الاشتراكى. وهناك
دول عربية أخرى. تمثل الغالبية في الواقع؛ تتمسك بسياسة عدم الانحياز وتدعو إلى
إبعاد الشرق الأوسط كليا عن نزاعات القوى العظمىء مخافة تعريض الأمن في المنطقة,
والانغماس في نزاعات إضافية. والفريق الثالث من الدول العربية أقام علاقات استراتيجية
مع الاتحاد السوفياتي ويجري معه تنسيقاً في الحقلين السياسي والعسكري.
هذا التشعب في الآراء الذي يسود الصفوف العربية حيال السياسة السوفياتية في
الشرق الأوسطء ظهرت معالمه الأولى في الخمسينات. ومع ذلك فإن مالن تدركه الادارات
الأميركية المتعاقية أو لعلها لاتستطيع على الرغم من إخفاقها الذريع في بناء تحالف
استراتيجي عربي معاد للاتحاد السوفياتي, هو حقيقة أنه ليست الحكومات العربية فقط,
بل الرأي العام العربي قاطبة, يرى في التهديد الاسرائيلي الخطر الداهم اولا والعاجل
أكثر, خطرا على أمن العالم العربي» بل وعلى وجوده بالذاتء بما يفوق أهمية أو خطورة
أي تهديد سوفياتي. وهذا الخطر الاسرائيلي تكشفت حقيقته مرات ومرات من جديد من
خلال الهجمات على جنوب لبنان» والقصف الوحشي العشوائي للمدنيين في بيروت, والغارة
على منشأة الأبحاث النووية في العراق.
إن ردود الفعل العربية على جوانب أخرى من السياسة الأميركية في الش ىق
الأوسط تكاد تجمع على الاستياء والخيبة. فاتفاقيات كامب ديفيد مثلا رفضتها الدون
العربية كافة باستثناء مصر طبعا لأنها أخفقت في الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى
في تقرير المصير. كما أنها اتفاقيات واهية لأنها لم تكبح السياسات التوسعية الاسرائيلية,
كما لم تكفل الانسحاب الاسرائيلي من المناطق العريية المحتلة» يما فيها القدس.
وفي هذه الأثناء. تقف الأمة العربية على مفترق حاسم في الظرف الراهنء فيما
تمعن الفككر في التناقض الصارخ بين الاذعان الغربي حيال العدوان الاسرائيلي الفاضح,
وبين المطالب المستمرة الموجهة إلى العرب المنتجين للنفط من جانب الدول الغربية
الصناعيةء تدعوهم إلى الاعتدال في تسعير النفط وإلى ضمان الأمن للامدادات النفطية.
وأقل مايمكن أن يقال في الاستجابة الغربية للمأزق العربي الاسرائيلي المستمر,
هو أنها سلبية وبليدة. فالمبادرة الأوروبية التي ملأوا الدنيا كلاما عنها قامت على أساس
واقع الحالء فاتفاقيات كامب ديفيد فقدت زخمهاء ومسيرة الحكم الذاتي عاجزة عن توفير
حل للقضية الفلسطينية يكتب له البقاء. وطرح الأوروبيون في السوق السياسي أحاديث
عن صيغة بديلة تتضمن حق تقرير المصير للفلسطينيين: وإشراك منظمة التحرير
الفلسطينية في محادثات السلام المقبلة, لكنهم أخفقوا في تقديم أي إسناد عملي من أي
ذوع لمبادرتهم. والآمال الباهتة التي كانت معلقة على مبادرة أوروبية مستقلة, تلقن ضرية
على رأسها وواجهت نكسة رئيسية نتيجة لانتخاب ميتران رئيسا لفرنسا. فما تكشف حتى
الآن من بيانات وأفعال الادارة الفرنسية الجديدة هى أنها لاتعتزم البتة التشبث بالدور
14 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39361 (2 views)