شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 100)
- المحتوى
-
القيادي الفرنسي في تعبيد الطريق أمام سياسة أوروبية مستقلة في قضية الشرق الأوسط.
وهذا الدور القيادي لاتتلهف بريطانيا ولا المانيا الاتحادية لوراثته عن فرنسا. وهذا واقع
أليم. حيث أن الدول العربية بذلت جهدها لإقامة شبكة واسعة من العلاقات مع البلدان
الأوروبية وتغذيتها متوقعة أن تؤدي العلاقات المتبادلة والمصالح المشتركة إلى تعزيز
الصلات في صورة تدريجية ومطردة؛ وآملة ايضا أن تقود العلاقات التجارية والاقتصادية
- على المدى البعيد إلى تحقيق منافع للطرفين.
ولقد وفر تطور مثل هذه الاستراتيجية مناخا ملائما لعلاقات تجارية نفطية نشيطة
بين الدول العربية والأوروبية.ء وضمن استمرار إمدادات التقط العربي إلى الأمم
الأوروبية الصديقة. ولقد استهدفت دول النفط العربية من تبنى مثل هذه السياسات منذ
عام 19177 تنويع خيارات السياسة الخارجية؛ والارتقاء بالمصالح مع الدول الصديقة إلى
أقصى حد ممكن. وفي هذا الوقتء كانت الفرضية القائمة في ذهن الجانب العربي على
الدوام أن التعاون في ميدان الطاقة ينبغي أن يؤدي إلى تفهم سياسي أفضلء وأن
الأوروبيين لابد أن يتبنُوا مقتربا مباشرا كوسطاء فعالين في النزاع العربي الاسرائيليء
وأن ينتهجوا خطا صريحا مع فكرة الدولة الفلسطينية» ويزيدوا من ضغطهم على الولايات
المتحدة لاقناعها بالمشاركة في المسعى الأوروبي بحثا عن السلام.
أما الولايات المتحدة فلقد كان همّها الاستراتيجي على مدار العقوب الثلاثة الفائتة,
أن تشكل نظاما دفاعيا إقليميا ضد الاتحاد السوفياتي. وأن تضمن أمن الامدادات
النفطية. وأمن اسرائيل. إن التركيز على أي من هذه الغايات أو سواها كان يتفاوت بين
إدارة أميركية واخرى, لكن هذه القضايا الأساسية ظلت على حالهاء وتمتعت بالأولوية
المطلقة على كل ما عداهاء مما ألحق الضرر بالمصالح العربية» القومية والأمنية.
وأكثر من ذلكء هناك عدد من الأهداف الأكثر تحديدا تنتصب أمام صانعي
السياسة في الولايات المتحدة, وينطبق الأمر في هذا على إدارة ريغان مثل سابقاتها. وهذه
القضايا المحددة تشمل: ضمان الامدابات النفطية إلى البلدان المستهلكة؛ وتثبيت أسعار
النفط؛ وإعادة تدوير العائدات؛ والحيلولة دون التحركات السوفياتية الديبلوماسية
والعسكرية؛ وتقليص النفون السياسي السوفياتي؛ والحفاظ على التفوق الاستراتيجي
الاسرائيلي؛ وصيانة الاستقرار الاقليمي؛ وتعزيز النفوذ الغربي في المنطقة.
ومن الجلى تماما أن هذه الأهداف المحددة يناقض بعضها بعضا إلى درجة معينة,
ولا يمكن تحقيقها تلقائيا من جانب أية حكومة بذاتهاء في منطقة مسيّسة ومعقدة كالشرق
الأوسط. ومن الواضح جدا ايضا أن ال محاولات للفصل بين هذه القضاياء والتعامل مع
كل منها على انفراد وفي معزل عن القضايا الأخرىء لايمكن أن يكتب لها التوفيق على
المدى الطويل.
ولقد دشنت إدارة ريغان علاقاتها الرسمية بالمنطقة بالجولة التي قام بها ناظر
الخارجية هيغ. الذي كان جل اهتمامه أن يقنع العرب بأن احتواء النفوذ السوفياتي - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)