شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 101)
- المحتوى
-
ينبغي ان يعطى الأسبقية على النزاع العربي الاسرائيلي. كما كان هد رئيسيا للولايات
المتحدة ان تستعيد ميزان القوى في المحيط الهندي والخليج العربيء بعد ثلاثة تطورات
شديدة الأهمية وقعت في هذه المنطقة خلال السبعينات؛ وهي: الانسحاب البريطاني من
شرق السويس؛ واسقاط نظام الشاه في إيران؛ والتدخل السوفياتي في افغانستان.
وبينما يتوافر دعم واسع في واشنطن لتوجه إدارة ريغان للحفاظ على نفوذ سياسي
وعسكري اميركي مباشر في الخليجء تثار في المقابل تساؤلات في داخل الولايات المتحدة
وخارجها حول ما يمكن أن تكوّنه حصيلة التورط الأميركى هناك. ومثار الخلاف هى تحديد
مصدر التهديد المباشر لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وتعريفه: هل ينبع من النوايا
والمخططات السوفياتية أم من عدم الاستقرار الداخلي في انظمة الحكم في الخليج؟ فهذه
المسألة هي التي تحدد شكل القوات التي ينبغي تأمينها وحجمهاء وهل سترابط القوات
في البلدان المعنية ذاتهاء ام تبقى في محيطهاء وكيف سيؤثر هذا الوجود العسكري على
الاستقرار السياسى للأنظمة صاحبة الشأنء. وهل ينبغى ان تريط الولايات المتحدة
سياستها في هذه المنطقة بسياستها العمومية في الشرق الأوسطء وبخاصة فيما يتعلق
بدور اسرائيل ومصالحها في هذا الترتيب الجديد. كما أثار حلفاء الولايات المتحدة
الرئيسيون تساؤلات عن دورهم المحدد في هذا النظام الدفاعي, وكيف ستؤثر مساهمتهم
في هذا النظام على علاقاتهم بالدول الأخرى في المنطقة.
ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية. رفضت الغالبية العظمى من الدول الأعضاء '
الانسياق وراء التحالفات الدفاعية الاقليمية ذات التوجيه الخارجيء ولم تسمح بإقامة
قواعد عسكرية لأية قوة اجنبية على التراب العربى. وعبّرت الحكومات العربية بكل
صراحة عن هذه السياسات. .كما اكدت. بكل وضوح على الدوامء أنه لايمكن تحقيق
الاستقرار والأمن في المنطقة دون حل النزاع العربي الاسرائيلي. ولقد كان الوضع
كذلك, خصوصا في منطقة الخليج العربي. حيث اكدت تصريحات المسؤولين الحكوميين
وبياناتهم هذه السياسات تحديدا.
وهذا الموضوع بقدر مايعني إدارة ريغان مرتبط باتفاقيات كأمب ديفيد.
فالغاية الرئيسية من عملية كامب ديفيد هي التعامل مع النزاع العربي الاسرائيي,
بأسلوب تدريجي؛ من خلال التعامل مع كل دولة عربية على حدةء ومن خلال عزل شؤّون
المنطقة الأمنية الأخرى عن قضية فلسطين. كما اعادت هذه «العملية» تأكيد دور اسسرائيل
في الاستراتيجية الأميركية باعتبارها حليف اميركا الرئيسي في المنطقة2, وهذا مايقدم
لاسرائيل الذرائع لمتابعة نهجها العدواني في المناطق المحتلة وضد الفلسطينيين والدول
العربية.
إن تبني الولايات المتحدة لمثل هذه السياسة يخلق معضلة عويصة لأصدقائها في
العالم العربيء الذين يحاون بأن خير الطرق فعالية للتعاطي مع اسرائيل هو عبر
الولايات المتحدة. وأنه ليست هناك حاجة لتدخل قوى اخرى من سوفياتية أى اوروبية, - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7241 (4 views)