شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 107)
- المحتوى
-
يرجع إلى قلة المعلومات الأكيدة التي ترد عن مصرء وخاصة أن المقاطعة الثقافية جعلت
الذي يصل منها أقل من القليل ومجبراً على المرور بدروب ملتوية. إلا أن ذلك التعارض
يرجع أيضاً في نظري من بين ما يرجع إليه إلى أن بعض الأصدقاء ابصروا ما كان
يعكس ف نفوسهم ورأوا ما يتمنونه خيراً ومجداً لبلدي» وعلى الصورة التي قد تتكون
عادة في بلدانهم هم.
ومع اتضاح التباين, بدا وكأن غموضاً ما يكتنف مصر وشؤونها وتصرفات ابنائها,
بل اعتبرت أحياناً لغزاً. تفسره «خصوصيتهاء. ولا ريب عندي في أن مجموعة من
السمات النفسية ذات تاريخ طويل تميز الشعب المصري وتطبع بخاتمها حياته السياسية؛
وطبيعي أن مصر لا تنفرد دون غيرها بهذاء إذ لكل شعب خصوصيته في الحقيقة. ولكن
هذه السمات المصريةٍ ذاتها عناصر حيّة, وقد تغير. بعضها قوة أو خفوتاً خلال العصورء
ويمكن أن تكون شيئاً آخر غدا. وبطبيعة الحالء يتوقف الثبات أو التغير - ولو جزئياً
على عوامل اخرى من المستطاع ادراكهاء وبالتالي التأثير عليها.
وبالاحرىء فان الالتفات إلى خصوصية الظروف المصرية2. من حيث أنها متمايزة
عن تلك الموجودة في بلدان عربية اخرى. قد يساعد حركة التحرر العربية على تحسين
وسائلها وخطوطها الهادفة إلى اعادة مصر إلى صفوفها؛ بل يساعد على تقوية هذه
الصفوف ذاتها.
١ الجو منن //1917
لقد فوجئنا جميعاً وأقصد اليسار المصري من ضمننا بالحفاوة البالغة التي
استقبلت بها مصر خطة السادات للسلام مع اسرائيل ابتداء من اواخر /ا/191. حقاً؛ إن
الأجهزة المصرية نظمت الكثير من الأشياء تنظد تنظيماً مرتياً: فتقررت اجازات رسمية
للمدارس» ووزعت الساندويتشات على الأطفالء» والمبالغ النقدية على البالغين. وعملت
وسائل الإعلام المؤممة كجوقة واحدة مهولة حتى يشترك الجميع في المظاهرات المؤيدة.
غير أنه كان من الواضح أن ما اصطنع بذلك الضغط جاء مضافاً إلى موقف حقيقي
موجوب عند الناسء: وليس متعارضاً معه. وإذا كان بعض الأصدقاء في الصفوف -
والتقدمية أرجعوا رأي الشارع المصري إلى عملية «غسيل المخ» الواسعة التي كانت
فحسبء غير أن هذا التحليل ضعف شأنه شيئاً فشيئاً مع تراكم الأدلة على 5
تطابقه والواقع تطابقاً كافياً.
وفي هذه الفترة المبكرةء قام فريق من الباحثين في «معهد الدراسات الاجتماعية
والجنائية» في القاهرة باستبيان للرأي العام بطريقة العينة(*)؛ وكان من نتائج الدراسة أن
أغلبية ساحقة من الردود في هذه النقطة أيدت سياسة السادات. ولكن الأهم لنا والأقيد
هو الأسباب التي فسر المستجيبون بها مواقفهم: فجاء أولها في ترتيب الأهمية والغلبة »
أنهم يحبذون السلام لأنهم لا يريدون حربا؛ وثانيها. أن ايقاف الحرب سوف يمكن
(*) المعلومات والانطباعات بهذا المقال من الذاكرة بطبيعة الحال. فنرجى المعذرة نظراً للظروف الخاصة.
6١ا/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)