شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 111)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 111)
- المحتوى
-
أو الوهمية الخ التي تتد تتدخل في تشكيل المركب الحالي لهذه الطبقة, وتقدم للطبقة السائدة
إمكانيات الهيمنة.
والحق أن الحركة الوطنية المصرية بكل أمجادها وانجازاتها قد سارت على
دروب فقيها المواقف الحاسمة الباترة (ثورة )١51١5 وفيها الوسطية وانصاف الحلول.
(سميت معاهدة التحالف مع بريطانيا عام ١551 بمعاهدة «الشرف والاستقلال»). بل
لعلنا نستطيع القول بمعنى ما: إن الانجازات التي حققتها الحركة الوطنية المصرية تعود
جرئياً إلى المزج بين تينك الناحيتين. ونلاحظ أن جناح الحزب الوطني الذي بقي بعد
محمد فريد يرفع شعار «لا مفاوضة إلا بعد الجلاء» ظل حُرَيياً يجمع بضعة مثقفين
دون جماهير؛ وكذلكء فإذا كنت لا انكر ما احدثته مجموعات الطلبة الفدائيين في منطقة
القناة من تأثير,» غير أنها لم تتحول إلى حركة جماهيرية بالمقارنة, مثلاً مع مظاهرة المليون
مصري التي سارت وراء قيادة الوفد عام ١15١ الغاءً للمعاهدة. وفي تقديري أن
الجوانب المساومة التي تضمنتها الحركة الوطنية المصرية باتساعهاء لم تكن فحسب
تعبيراً عن. المميزات المترددة لقيادتها وعن المصالح الهجينة للطبقة2 التي كانت لسان
حالها البورجوازية القومية المصرية (المحلية وليس العرويية) في ذلك الوقت؛ بل وكانت
تعكس أيضاً الفكر المرحلي الذي كانت الجماهير الشعبية قد وصلت إليه ولم تكن بعد قد
تخطته: فكر يقبل المساومة, بأقل تقدير؛ وإلا لم تكن تلك الجماهير لتظل وثيقة الارتباط
بالوفد في فترات ابعاده عن الحكم كما في فترات توليه الوزارة. ْ
وليس غرض هذا المقال أن يتتبع سير الحركة الوطنية المصرية في ثناياه. ولكن المهم
هنا أن تراث الفترة 19319 ١550” شكل الأرضية التى انتصبت عليها الناصرية,
بمعنى أنها استمدت منها جذوراً» في الوقت نفسه الذي كانت تعلو عنها وتُدخلها في مرحلة
جديدة. ومن نافلة القول أن اعيد هنا سرداً معروفاً لسلسلة المواقف الحاسمة إزاء
الاستعمارء فيما بين ١457 و-197., إن أنها هي التي لا نمل تذكرها بحسرة الآن كلما
توثقت قيود مصر بعجلة الأمبريالية الغربية. ولكن المفيد أيضاً لحديثنا أن اسجل
انعطافات مختلفة مثل المفاوضات مع الانكليز والشرط التركي في معاهدة الجلاءء وقانون
استثمار المال الأجنبي لعام 1505. والتخلي عن شرم الشيخ للقوات الدولية عام 1157:
والتنحي لصالح زكريا محي الدين في حزيران (يونيو) 1531.؛ والموافقة على مبادرة روجرز
عام 1579 وارخاء العلاقات مع السعودية عام 11١ الخ, وغيرها كثير. بطبيعة الحال, فإنني
لا اناقش هنا صلاحية هذه المساوات وضرورتها التكتيكية من عدمهاء ان اسلم مقدماًء
ومن ناحية المبدأ فقطء بأن السياسة؛ مثل الحربء تتضمن المناورات والتراجع والهجومٍ
المباشر والتقدم جنباً إلى جنب. ويحتاج كل موقف من هذه المواقف حواراً تفصيلياً
لتقييمه؛ هذا فضلا عن أن النظرة قد تختلف إلى الموقف نفسه -فرضاً إذا تغير
السياق العام. ولكني اردت ذكر هذا تسجيلاً للمعطيات التي تساعد على رسم صورة
عامة متوازنة بعض الشيء.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بشكل محددء تمكن اللملاحظة أيضاً أن الحال
لم يكن صافياً كل الصفاء: فالمعلومات التاريخية المتوافرة تظهر أن تدخل مصر وشوق
1١1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)