شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 116)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 116)
المحتوى
فالصدامات المسلحة الواسعة التي جرت بعد مقتل السادات تبين كم فقدت أجهزة الدولة
المصرية من هيبتها وهيمنتها الفكرية العظيمة الماضية. أي أنه. إذا كان الوجه القومي
للنضال المصري قد توارى. إلى حد ماء وراء وجهه الاجتماعي, فلا يعني هذا بالضرورة
هبوط المستوى العام للحركة ككل. بل العكس قد يكون أقرب إلى الصحة: ألم نشعر
جميعاً في الأيام الأخيرة بأن مصر كادت تكون على أبواب تحول كبير؟ ومن يدقق في
البيانات المصرية والأميركية سواء بسواء يجد أن تركز التواجد المسلح المتعدد الأطراف
في جنوب شرقي المتوسط من الحدود الليبية إلى الحدود الاسرائيلية لا يستهدف فقط
السيطرة على نفط الخليج وإنما أيضاً على الأوضاع الداخلية المصرية.
؛ ا كاتمة
بين اتجاهات الرأسمالية المصرية الكبيرة وأهداف الاستعمار الأجنبي تكامل في العمل على
ابقاء مصر في حالة تخلف. ورغم التراجع الذي أصابها في السنوات الأخيرة, لم تتوة
العملية التي تنضج في داخلهاء . وان كانت تتخذ أحياناً صوراً غير متوقعة.
وتثير هذه الجدة اشكالات عديدة خاصة بالخط الأقرب إلى الصلاحية في هذه
الحالة؛ فمن جهة أهداف استراتيجية أشد جذرية من الماضي؛ ومن جهة أخرى تكتيك
أوسع مرونة في الوقت الحاضر. وفي تقديري أن هذا قد لا يخص مصر وحدها؛ ومن
المستطاع أن يتعلق ببعض البلدان العربية الأخرى. نظراً لاحتمال حدوث تطورات
مشابهة أيضاً فيها.
وعلى أي حالء يخيل اليٍّ أنه من الأفضل أن تراجع بعض النقاط في ضوء تجربة
السنوات الأخيرة, وذلك بغية تقديم أكبر دعم سياسي ممكن للحركة المصرية على أساس
مبدئي وواقعي في الوقت نفسه.
ويهمنى في هذا السبيل أن ابرز أهمية إلغاء المقاطعة الثقافية العربية الحالية
لمصر. فهذه المقاطعة قد حرمت المثقفين المصريين من أن ينهلوا من التيارات الثقافية
العربية الواسعة؛ في الوقت الذي لم تلعب المقاطعة دوراً يذكر من الناحية المعاكسة أي
تؤثر ضد محاولات الغزو الثقافي الصهيوني. ولنعلم أن الكثيرين من الوطنيين
والتقدميين المصريين أبدوا ارتياحهم عندما فهموا أن عدداً من الناشرين العرب كانوا
سيشتركون في معرض الكتاب الدولي في القاهرة هذه السنة ‎)١948١(‏ رغم اشتراك
اسرائيل. وللاسف لم يتحقق الخير...
وكذلك فمن الواضح أن المقاطعة الثقافية حرمت المثقفين العرب على العموم من
الاستفادة من الرافد المصريء وهى رافد هام كما نعلم جميعاً. كما أن هذا الأمر صعّب
على الحركة الوطنية العربية الحصول على المعلومات الكافية عن مصر والتي يستحيل
بدونها أن يتخذ موقف سليم منها.
ولا يعنى إلغاء المقاطعة الثقافية السماح بدخول أي شئء وكل شيء من المطبوعات.
بل يمكن أن تفرض رقابة على الاستيراد والتصدير في هذه الحالة. ‏ -
ادل
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7240 (4 views)