شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 118)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 118)
- المحتوى
-
المنظور الغربي للسادات
ديفيد هيرست
في موت السادات وتشييعه مايثبت. مرة اخرىء ماكان واضحا تماما؛ وهى ان
الغرب كان يعتبره. ربماء رجل الدولة الأكثر احتراما في جيله.
صحيح ان الولايات المتحدة, مثلها مثل العالم العربيء بلد يميل زعماؤه الى
الاسراف في البلاغة في تصريحاتهم العلنية؛ لكن. حتى مع هذا الميل بدا ما قالوه. في هذه
المناسبة: ملفتا. ومن ذلك ما عيّر عنه الرئيس ريغان؛ إن قال: دان استشهاد هذا الرجل
الطيب والشجاع سيعطي قضية السلام والانسانية التي عاش من اجلها ابداء ان تستمر
وتنتصر». اما سلفه. جيمى كارترء فقد ذهب الى ابعد؛ وذلك عندما اعتبر السادات اعظم
زعيم التقاه في حياته. وانه عمل «من اجل السلام على الأرض» اكثر من اي رجل في هذا
العصر.
وما كان للزعماء ان يقولوه في الساداتء كان للصحافة كذلك. خصوصا في الولايات
المتحدة؛ حيث بالغ المعلّقون والكتّاب الرئيسيون في صحف مثل «نيويورك تايمز»
و«واشنطن بوست» و«تايم» و«نيوزويك» في رثائهم. مستخدمين عبارات مثل: «الرجل
الكبير» و«الوجه التاريخي» و«هذا القدري الرصين والمشجر» و«رجل السلام والرؤيا
والشجاعة» و«الصنديد المحاصر انور السادات الذي يبدو ان لاغنى عنه». واكثر من
ذلك, فقد ذهب بعضهم الى هذا التساؤل: كيف يمكن ان يكون العالم من دونه؟
هذه المبالغة بالتملق لاتعطي الغرب أن يفيد منها كثيرا؛ وهيء وان كانت متوقعة,
تستدعي تفسيرا للدوافع التي املتهاء انطلاقا من عاملين اساسيين:
الأولء ان الغرب يحيط اسرائيل برعاية خاصة؛ وينظر إليها كبلد ديمقراطي متمدن
يجسّد روح الغرب؛ وهىء بهذا المعنى, امتداد طبيعي له. اضف إلى ذلك ان الغرب
يشارك اسرائيل نظرتها إلى نفسها كدولة محاطة بأعداء لايرحمون: او يتساهل معها الى
حد بعيد في هذه النظرة؛ الأمر الذي يملي الاستجابة لمتطلبات امنها. صحيح ان الغربيين
118 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10381 (4 views)