شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 119)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 119)
المحتوى
اخذوا يظهرون, اكثر فأكثرء ما يشير الى عدم ارتياحهم بعدما تحققوا من ان اسرائيل
تفضل الحرب وتتصرف بعناد, فضلا عن انها عباء مالي ومخاطرة سياسية. لكن, مايهيب
بهم ان اسرائيلء ما زالت ثابتة على الرغم من التداعي والانحطاط.
العامل الثاني ان الغرب يعد الشرق الأوسط مثالا للنزاع والفوضى والتطرّف
ومصدرا للقلق يبدى ان اخطاره تزداد اكثر فأكثر. ثم, والى حد بعيدء لأن الغرب يقبل
نظرة اسرائيل الى نفسهاء فهو يقبل. ايضا النظرة القائلة' بأن اسرائيل منذ قيامهاء
التزمت الدفاع عن النفس وانها سعت دائما الى السلام والصلح مع جيرانها الذين» إن
لم يكونوا معتدين باستمرارء فهم غير عقلانيين وغير متسامحين في رفضهم التكيّف مع هذا
الدخيل على وسطهم.
مع ذلكء فقد تغيرت هذه النظرة هي الأخرى. خصوصا منذ وصول مناحيم بيغن
الذي يجسّد الصهيونية في اشد توجهاتها توسعا وتطرفا. لكنء على الرغم من ان الغرب
اخذ يتخلى شيئًا فشيئًا. عن الزعم القائل بأن كل مايريده العرب هو «الالقاء باليهود في
البحر». لايزال رفض «القبول بحق اسرائيل في الوجود» يبدوء في نظر الغرب, عقبة في
طريق السلام اكبر من العقبة التي يطرحها رفض اسرائيل الاعتراف بحق الفلسطينيين في
تقرير المصير وإقامة دولة لهم.
ولقد عرف السادات كيف يستغل هذين العاملين لمصلحتهء. هذا وان كانء بذلك:
اساء كثيرا الى الفلسطيتيين والعرب والمصريين. بل ويمكن القول إنه اساء الى “الغرب
والولايات المتحدة واليهود وحتى الى الاسرائيليين انفسهم.
في أي حالء ليس صعبا على اي عربي ان يلاقي التأييد إذا عرف كيف يعرض
الأخطاء في ضوء نظرة الغرب الى الشرق الأوسطء واذا حدث ان هذا العربي هو حاكم
مصرء اقوى دولة عربية» وعرف كيف يقدّم عرضه بمثل الأسلوب الملفت الذي اعتمده
انور السادات. سيكون له عندئذ ان يلاقي تأييدا ملفتا للنظر.
ولنعدء هناء الى ماقبل الزيارة الشهيرة الى القدس في تشرين الثاني (نوفمبر)
1 . يومهاء غالبا ماكان السادات يبدو في صورة من يدعو الى الحرب. ويالفعل؛ قبل
اسابيع قليلة من توجهه الى القدسء اوصى السادات بشكل علني, بأن تقوم مصر بتطوير
مقدرة نووية تسمح بإزالة مليون اسرائيلي في مقابل مليون مصري. وكان شأن اعلان من
هذا النوع ان قدّم للصهيونية خدمة متقنة في دأبها على تصوير جيرانها كأناس يحكمهم
التصميم على تدمير اسرائيل. لكن. سرعان ماغاب ذلك كله في زيارة القدسء واذا
بالسادات ينقلب» بين ليلة وضحاهاء الى «رجل كبير» و«أمير للسلام».
في اي حالء سواء كانت زيارته للقدس قد خدمت القضية العربية ام لا وهذا
ماكان في الامكان المناقشة في شأنه في حينه ‏ فمما لاشك فيه ان ماقام به كان «خبطة»
ذكية جداء بمعنى تأثيرها إعلاميا على العالم الغربى.
>19
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10381 (4 views)