شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 120)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 120)
المحتوى
المقدس وان يظهر للعالم ان العرب يقبلون فعلا «بحق اسرائيل في الوجود»» وان يلتقي
ذلك كله وجها لوجه. وبالطريقة التي طالما اصر عليها الاسرائيليون؛ كان قد قرر ايضا
ان يميز خطوته بأسلوب دراماتيكي؛ إذ ذهب الى «عرين الأسد» بالذات. ولا ريب في ان
السادات كان منسجما مع نفسه عندما اخترق «الحاجز النفسي» الذي كان يعوق هكذا
خطوة. فما اقدم عليه يتفق؛ بطبيعته. مع مزاجه الخصوصي الغريب. وهوء هناء إذ يحاول
ان يغري الغربء فهو إنمايفعل ذلك بالمقدار نفسه الذي قائل به ضد الغرب. وما يلاحظء
من خلال هذا المسلكء ان هناك تواصلا مباشرا بين الشاب الارهابي الذي قام عام
7 بترتيب اغتيال السياسي المصريء امين عثمانء كخائن لبلادهء وبين الزعيم الذي
صافح الارهابي بيغن بعد ثلاثين سنة. وبهذاء وقياسا على آرائه السابقة. يكون [قد]
ارتكب ما يفوق الخيانة التي جرم بها عثمان آنذاك.
لقد كان السادات دائما ممن يعتقدون بفعل المفاجآت الصادمة او المذهلة. وكانت
تشرين الأول (اكتوير) ‎,١19177‏ واستحق من المجد لأيام قليلة في محيط استقطابه العربي
بمقدار ما حظي من بعد في المحيط الغربي.
واذا كان [السادات] قد اثبت مهارة في ترتيب رحلته الى القدس فمرد ذلكء طبيعياء
الى ماضيه والى شخصيته. ومن ذلك انه, في عام /154., نشر إعلانا في الصحف اعرب
فيه عن استعداده القيام بدور في المسرح او السينما يفضل ان يكون كوميديا. الحقيقة
أنه كان ممثلا في وعيه الذاتيء وكان مهيا للفوز «بجائزة الغرب». خصوصا الولايات
المتحدة؛ حيث للتلفزيون تأثير كبير في صنع الرأي للعام وفي عرض شخصية الرجل
السياسي. واكثرهم نجاحاء في هذا المعنى» ليس من لديه السياسة الأكثر إقناعا. بل من
لديه موهية عرض مالديه بالطريقة التي تستميل اكثر الى الاقناع.
لقد عرف السادات كيف ينمّى شخصيته التلفزيونية منذ ان بدأ يغازل الولايات
المتحدةء فاذا به ذلك المسترخى بارتياح مع غليونه يذوب فتنة باعتدال الكلمة المعسولة.
وهوء في ذلك. نجح مع الأميركيين. خصوصا انه كان حريصا جدا على الاسراف في
مديحهم وتملّقهم.
وفي الواقعء ان السادات بلغ أوجه كممثل مع زيارته الى القدسء تلك الزيارة التي
كانت حدثا إعلاميا بامتياز. كما كانت من الديبلوماسيات التلفزيونية الأكثر إلفاتا. وما
يلفت كثيراء على هذا الصعيدء ان «والتركرونكايت» الذي يرسي برامج شركة «سي. بي.
اس» تحوّل الى ممثل في هذه الدراماء فكان كما لى كيسنجر في شريط تلفزيوني بينما
استحال دور الادارة الى مايفوق قليلا دور ساعى البريد. قد يكون ذلك حدث عرضاء
لكنه كان مناسبا وفي محله. ‎١‏
صحيح ان الدوافع الحقيقية, او القاهرة, التي املت على السادات ان يذهب الى
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7241 (4 views)