شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 122)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 122)
المحتوى
لقد تعمّد الساداتء بتشهيره بخصومه العرب «الأقزام والجهلة» والذين لايفهمون
«روح العصر» والذين يريدون «تجويع» الشعب المصريء تعمّد ان يستغل السلفيات
الغربية. وبالطبع» كان هناك الكثير في طبيعة الأنظمة العربية مما يسمح للأميركيين ان
يرسموا لأنفسهم فوارق بين بطلهم الجديد وخصومه العرب. صحيح انهم [الأميركيون]
يدركون انه لايحكم بلاده بديمقراطية من نمط غربي. لكنهم يعتبرون انه إذا كان
دكتاتورا فهناك. على الأقل: ما يغريهمء وهو تلك الضمانة بأنه رؤوف ولطيف نسبيا. اي»
مع انه يزج بالكثيرين في السجون فهى لا يقتلهم ولا يعذبهم بشكل جماعي.
مع هذا الاعتبارء يبقى السادات بعد رحيله شهيدا وقديسا في نظر الأميركيين» كما
يبقى الوضع الدولي الذي بناه وعكس فيه شخصيته حيث هوء بدعم من الولايات
المتحدة. قلا نظامه زال معه ولا كامب ديفيد كذلك. ومع ذلكء ترى الأميركيين يتحسّرون
ويعدّون اغتياله كارثة» وفي هذا مايعني اعترافا ضمنيا بأن نهايته على هذا النحو من
العنف صدمة مدمرة تحمل في ذاتها ما يعكس كم كان وضعه هشا وغير طبيعي. :
صحيح ان مسحة من الذعر اعترت الأميركيين بعدما فقدوا اشد اصدقائهم ولاءً.
لكنهم. مع ذلك قرروا ان يظهروا ان مبارك هى رجلهم كذلك. وهذا ما افصح عنه
مستشار الرئيس ريغان. ادوين ميزء عندما قال: ان الولايات المتحدة ستدافع عن مصرء
ليس ضد اي عدوان خارجي فحسبء بل كذلك ضد اي اضطراب داخلي مصدره
خارجي.
ومما لاشك فيه ان الأميركيين سيدركون. في حينه. ان السادات ‏ مثله مثل
الشاه ‏ لم يكن صنيعتهم المنشودة كما كانوا يظنونء: وان السياسات التي حسّدها
لم تكن واقعية بل كانت تحمل فشلها في ذاتها حتى ليمكن القول» مع اعتبار وجهة النظر
الأميركية حيال حقائق الشرق الأوسطء ان كل ماسيبقى من امر اغتيال السادات هو
الشعور بالشفقة فقط. وما تجدر الاشارة إليه. هناء ان السادات تصرف في الأشهر
الأخيرة من حكمه: بطريقة فاجات حتى المعجبين به في الغرب وازعجتهم. وبدا واضحا انه
فقد بريقه. وهو النجم التلفزيوني.
يومها دعا السادات المراسلين الأجانب الى قريته ميت ابى الكوم والقى فيهم كلاما
شبيها بتلك الخطب التي طالما تعودها العرب. كان يتكلم بنبرة عصبية تراوح بين الحقد
والتذلل والشتم حتى ليصح القول انه لى بقي حيا لسارع بالأفول بالنسية الى نظرة
القرب إليه.
وما كان يلفت في السادات انه كان داثماء يلعب دوره بإتقان عندما يكون على علم
بأن من يقابلهم يقفون بجانبه بينما يسيء دوره الى اقصى حد عندما يكون امام اناس
يعرف انهم ليسوا في جانيه؛ وهذا كان حال الصحافيين الأجانب يوم التقاهم في ميت
ابو الكوم. يومها كان يعلم ان من هم امامه ليسوا يجائيه.
بعد ذلك, ويعد موت الساداتء جاء تشييعه ليشكل شيئًا من صدمة بالنسبة الى
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10381 (4 views)