شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 146)
- المحتوى
-
خريف 1518. فخلال اجتماع مع عرفات ومع أعضاء آخرين في المنظمة ارتفعت حدة
الكلامٍ وغادر صرطاوي القاعة معلناً ف وجه محدثيه: «لقد دخلت هذه القاعة بصفتي
عضواً في فتح» وإنني اغادرها بصفتي أميناً عاماً للهيئة العاملة لتحرير فلسطين». وعندها
جمع «رجاله» في فتح فاذا بهم ١ شخصاً! ومع أنه يشدّد على أن فتح لم تسع إلى
تصفيته جسدياً فهو يعيد إلى الأذهان أنه لا يدينء» في بقاء منظمته على قيد الحياة, إلا
«لضيافة» القوات العراقية المتمركزة في الأردن. ذلك أن الحكومنة العراقية البعثية
الجديدة التي أقام معها علاقات إذ أنه سبق ومكث طويلاً في بغداد أمنت له
حماية ما لديه من معسكرات تدريب. وهكذا فقد جهّز قوة قوامها مئات من الرجال.
ما لبثت أن اضحت واحدة من المنظمات الفلسطينية الرئيسية العشر.
٠ل فبعد أن يذكّر عرفات بوجود منظمات عديدةء يقول7*):«اننا لا ننوي الانخراط في
عملية التصفية المسلحةء وهذا يعود لأسباب كثيرة: أولً, لأننا في الأساس لا نؤمن بهذه
الطريقة؛ وثانياًء لأن هذه المنظمات, والنزاعات الحاصلة في ما بينها انما هي جزء.
النذاع القائم في الأمة العربية. وهل نحن سوى جزء من هذه الأمة؟ وثالثاً. لأن بعض
هذه المنظمات مرتبط ببلدان عربية والصدام معها يعني المواجهة العسكرية مع البلد
المعني».
وهو في مناسبات لاحقة يظهر التعارض بين «الأسلوب الفيتنامي» (أي المعتمد على
جبهة عريضة) و«الأسلوب الجزائري» لحل النزاعات7), مبدياً تفضيله للأول بصورة
واضحة. وهنا يعتقد صرطاوي انه في هذا الموقف تكمن نزعة انسانية حقيقية لدى أبرز
القادة الفلسطينيين. ١
أضف إلى ذلك أن التجربة الوحدوية التى تكوّنت لدى «الفريق القيادي» لحركة
فتح, سواء في اتحاد الطلاب أم ابان النضال في غزة خلال عامي ١455 و1407() قد
أسهمت. بلا شكء في هذا التساهل القليل الحدوث.
ويؤدي هذا التنوع المقبول به على صعيد المنظمات الفلسطينية الى نتائج مهمة.
فاذا بالوحدة والاتفاق يصبحان مهمة جوهرية؛ لآن وضع المقاومة المعقد (في مواجهة
«المؤامرات» الرجعية وف مواجهة محاولات الحل السياسي) يتطلب وحدة جميع القوى
الفلسطينية. ثم لأنها الوسيلة الفضلى للحصول على أوسع الدعم من البلدان العربية,
وللحؤول دون قن هذه الأخيرة من استغلال التناقضات الفلسطينية.
وعرفات نفسه يوجز ظروف هذا التعدّد في ١5 كانون الثاني (يناير) من العام
إن هذا التركيز على أولوية الوحدة وهذا البحث الدائب عن سبل للاتفاق واللذان
يتجلّيان سواء في أبحاث اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني أم في شتى المشاريع
«الوحدوية». المنقّذ منها وغير المنقّذء انما يشكلان احد المداخل لفهم المناقشات التي
قامت بين عامي 1971 و1470. كما يفسران طابع المقاومة «الفوضوي», على الأقل كما
تبدو للمراقبين: منظمات تتصارع؛ قادة يُدلون بتصريحات متناقضة؛ وما إلى ذلك.
1١51١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)