شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 158)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 158)
- المحتوى
-
فلسطين وبالروابط التي ظلت تشدهم الى آخر الشرائح المستقلة نسبياً في الشعب
الفلسطيني والمتمثلة في أبناء غزة (خمسة من اعضاء اللجنة المركزية ولدوا في غزة أو
لجأوا اليها في عام .)١544 وقد شاركوا مباشرة في مختلف نضالات غزة؛ كتظاهرات اول
آذار (مارس) )"5١150 التي سجن بسببها مناضل مثل محمد يوسف النجار لمدة
سنتين, وفي العمليات الفدائية ضد اسرائيل (أبوجهاد). وعندما توجه العديد منهم إلى
القاهرة, أسسوا اتحاد الطلاب الفلسطينيين. فخاضوا تجربة العمل في منظمة مستقلة
للشعب الفلسطيني. لقد ثمّنوا فضائل القومية العربية من الطراز الناصري إلا انهم
تلمسواء في الوقت عينه. حدودها (حتّى انهم تعرضوا للقمع على يدها). ثم لعبت حملة
غزة والنضال ضد الاحتلال الاسرائيلي دوراً حاسماً في استكمال هذه التدشئة 500 لقد
شاركواء على هذا النحى أو ذاكء في المجابهة المباشرة الكبيرة بين الجماهير الفلسطينية
واسرائيل» وهي الوحيدة من هذا المستوى في مرحلة 19717-1944. ولقد استخلصوا
منها دروساً عدة. لعل أولها وأكثرها اهمية هى أن النضال يرتكز في الدرجة الأولى إلى
الشعب الفلسطيني. أما الثاني فهو أن أعمال البلدان العربية» بما فيها مصرء إنما يمليها
منطق الدولة وليس الفلسطينيون وقضيتهمء على حد تعبير أبواياد.
أما قادة الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية الديمقراطية فدخلوا في تجربة مغايرة
جذرياً. وقد وفدوا في معظمهم من حركة القوميين العرب. ففي لبنان كما في الأردن قامت
السياسة الرسمية على العمل لضرب الوعي الفلسطيني لدى اللاجئين؛ فالقمع الشديد
والنزوع إلى ضم الفلسطينيين و«استيعابهم» في الأردن» حالت دون ان يخوضوا نضالات
خاصة بهم. لقد انخرطت الجماهير الفلسطينية في النضالات العامة (التحرك ضد حلف
بغدادء نضالات 1101714157 في الأردن؛ الحرب الأهلية في لبنان عام .)١155/8 وشكلت
الأنظمة المذكورة عائقاً في طريق تحرير فلسطين (فالنظام الأردني مسؤول مباشرة عن
«نكبة» 1958)., وفي الصراع القائّم في العالم العربي كان من الطبيعي ان يقف
فلسطينيّق لبنان والأردن الى جانب عبدالناصر. ولا شك ان حركة القوميين العرب كانت
اكثر ميلا إلى الفهم الناصري للقومية العربية لأنها كانت تضم نسبة مهمة من العرب غير
الفلسطينيين. فضلاً عن الأقليات. واخيراً يمكن الاعتقاد بأن قياديي حركة القوميين
العرب, يفعل كونهم غير فلسطينيين أو غير مولودين ف فلسطين, انما يشدهم اليها رياط
«ايديولوجي»؛ يتحسسون القضية بصفتها نكبة للأمة العربية اكثر من كونها خسارة
مباشرة لهم. من هنا أيضاً تصميمهم على إعطاء الأولوية لحل «أزمة الوطن العربي».
هذه الملاحظات تتيح لنا الفهم الصحيح «للنهجين» اللذين قاما في الحركة
الفلسطينية.
وملاحظة أخيرة لا بد منهاء وتتعلق بالتلاحم الداخلي لكل من الفتتين. إذ من
الواضح أن فريق حركة فتح يبدو اكثرتلاحماً واستقراراً (من بين اعضاء اللجنة المركزية
العشرة في العام :١579 ستة منهم حافظوا على مناصبهم حتى اليومء أما الأربعة الآخرون
فقد توفوا) . وهنا يكمن سبب أساسي لتفوق فتح على سائر التكتلات الفلسطينية!*').
١م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)