شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 188)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 188)
- المحتوى
-
وهنا تجدر الاشارة إلى أهمية المحاولة التي بذلتها مؤسسة السينما الفلسطينية
لإصدار أعداد «الجريدة السينمائية» منذ عام :١1977 والتىي صدر منها حتى الآن ثمانية
أعداد فقط وعلى فترات متقطعة.
ومن التجارب الهامة في مسيرة السينما الفلسطينية تجربة فيلمي: «يوم الأرض»
و«وطن الأسلاك الشائكة». وذلك أن الفيلمين يقدمان: ولأول مرةء مادة من داخل الأرض
المحتلة, مصورة خصيصاً من قبل سينمائيين مناضلين من أورويا. فمن المعلوم أنه
يستحيل على السينمائيين الفلسطينيين الذهاب إلى الأراضي المحتلة والتصوير هناك. ولهذا
لا يستطيع السينمائيون إلا أن يعتمدوا على الوثائق المصورة من قبل وكالات الأنباء
الأجنبية. ولكن هذه الوثائق لا تكفي عادة, وهي في الوقت نفسه توزع على الجميع؛ بحيث
أنه يمكن أن تستعمل في عدة أفلام في آن واحدء أي أنها تتكرر فتفقد بذلك تأثيرها. . ومن
ناحية ثانية, هناك حاجة كبيرة لرؤية الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل وسماع صوته.
وإيصال ذلك إلى الرأي العام العالمي. وهكذاء ومن هذا المنطلق استطاع غالب شعث أن
يتفق مع مصورين أوروبيين أصدقاء ليصوروا احتفالات الشعب داخل الأرض المحتلة
بمناسية يوم الأرضء والأمر نفسه نجح فيه قيس الزبيدي؛ إذ أرسل مجموعة تصوير
اوروبية لصنع فيلم عن الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي العربية. إن هذه التجربة,
مضافة إلى إيجابيات كثيرة. هي دليل آخر على ما يمكن أن يفعله التضامن بين التقدميين
في العالم.
هل يعني ما قيل أعلاه أن السينما الفلسطينية كانت بخير طيلة هذه الأعوام؟ في
الحقيقة لم تكن السينما الفلسطينية بمجملها في مستوى الطموحء ولم تكن في معظم
حالاتها تتطور بالمستوى الذي وصلت إليه الثورة نفسها في تطورها المتصاعد. يعترف
بهذه الحقيقة السينمائيون الفلسطينيون كلهم. ورغم الصدى العالمي للأفلام الفلسطينية
والفائدة التى قدمتها هذه الأفلام لصالح القضية الفلسطينية» فإنها لم تشبع بشكل كاف
الحاجة إليها.
ان السينما الفلسطينية تعمل ضمن ظروف صعبة وتمارس وظيفتها عبر أوضاع
بالغة الصعوية والتعقيد. وخاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ان أي ثورة مسلحة لن تولي
العناية الكافية لإنشاء قاعدة مادية منظمة ينطلق منها الانتاج السينمائي. والأمر يتأكد
أكثر بالنسبة للثورة الفلسطينية التي تجد نفسها مضطرة للانطلاق من أراضي دول
أخرى, مضطرة أحياناً كثيرة للدخول في صراعات مختلفة ومرهقة لهاء ويصعب عليها أن
تجد وضعاً مستقراً يجعلها تولي العناية الكافية للأنشطة الثقافية والفنية المختلفة.
ولأن الثورة الفلسطينية تعيش حالة حرب مستمرةء تجد السينما الفلسطينية نفسها
متأثرة بهذا الوضع على مختلف الأصعدة. فمثلاء رغم أن السيتمائيين الفلسطينيين
التصوير اليومي الإخباريء في محاولة للتوثيق السينمائي للأحداث اليومية. ولهذا ليس
11848 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 122-123
- تاريخ
- يناير ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22317 (3 views)