شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 191)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 122-123 (ص 191)
المحتوى
عبد الوهاب الكيالى
هل كان يحسب أنه سيغيب بهذه السرعة؟ هل كان يظن. أصلً. أن أحداً
يشتهي غيابه. أو يخطط له. في الليالي؟ وهل كان. هوء متأهباً للموت؟ لاذا إذن
ترك مفكرته تغصٌ بالمواعيد لأشهر آتية. وقد ترك نفسه لمشاريعه الكثيرة» ولأحلام
لم يقبض عليها باليدين .
كان مطمئنا إلى أنه يدفع الموت بسلاحه الصغير. بهذا القلم الذي أمسك به
مرةء ثم لم يعد يبارحه. لكن هذا الزمان يكذب الكثيرين
عبد الوهاب الكيالي. الذي غاب بالأمس. تعدّد كثيراً» وانتشر على أكثر من '
ساحة. وعرفناه في وجوهه كلها.
عرفته الساحة الفلسطينية واحداً من أبنائها: ملتزماً بالثورة» وهي في بداياتهاء
. من موقع المناضل؛ ومن موقع القائد في اللجنة التنفيذية لنظمة التحرير الفلسطينية,
وفي الموقعين , أعطى قلباً وفكراً. وانخراطاً أفسح له. لدى عارفيه. إعجاباً
واحتراماً عميقين.
وعرفته الساحة العربية قائداً قٍِ حزبا البعث العربي الاشتراكي . داعياً إلى
' وحدة الأمة العربية بعد تجزئة. مجاهداً من أجل حريتهاء مؤمناً بالخيار الاشتراكي
كسبيل إلى التحرر والتقدم. ش
ومن موقعه كمثقف ومناضل2. وكصاحب مؤسسة فكرية مشهورةء أثرى
الشهيد الثقافة الفلسطينية, أدبا وفكراً وتاريخاً. سواء في ما أصدره. وهو المؤرخ. أم في
ما أشرف على إصداره من موسوعات تبقى واحدة من مفاخر الإنتاج العربي العلمي»
الملتزم جادة العمق والرصانة. أم في ما أطلعته «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»
من إنتاج أسهم في بلورة الثقافة العربية التقدمية. وصياغة رؤية للمشكلات التي
تواجه الأمة العربية في عصرها الحديث.
وفي ذلك كله. كان ابن فلسطين الطيبة. واحداً من الطيبين الذين جاؤوا
الثقافة, فلم يغادروا الوداعة .
عبد الوهاب الكيالي ابن فلسطين. وفلسطين, أم الجميع » لا تنسى .
ع
تاريخ
يناير ١٩٨٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22322 (3 views)