شؤون فلسطينية : عدد 132-133 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 132-133 (ص 19)
- المحتوى
-
المبنية من «التنك6 التي ظارت من شدة: القصف؛ وصيدا -عاصمة الجنوت- أصبحت
خرية, وآثار الهمجية الصهيونية ترتسم على كل زاوية وشارع. وصلنا البلدة في الساعة
العاشرة صباحاً فاستقبلنا الأهل بالبكاء.
البعض انفرجت أساريره بسبتَ“الاجتياح: بل كنت تسمع كلمات مثل «مجيء
اسرائيل رحمة لنا»» «خلصونا. من الفلسطينيين»» «ارتحنا»؛ طبعاً هذا الشعور كان يتفاوت
من قرية الى أخرى. الا أنني لم أستطع مناقشة أحد بحكم عنف الحرب وما ولدته من
مآس اجتماعية. فالعديد من الناس ظئوا أن جيش «الدفاع الاسرائيلي» لن يمسهم بأذى
أو يعتقل أحداً من إأبنائهم «لأن أكثريتهم نظيفين واسرائيل بس بتعتقل المخربين». هذا
الوهم كان معشعشاً في أذهان كثيرين من أبناء الجنوب. كما أن اسرائيل من جهتها
شجعت هذه الأوهام في القرى والمخيمات, فكانت بياناتها تدعو المواطنين الى «سلم تسلم»
و«من يسلم سلاحه لايعتقل» و«من يحمل البطاقة الأمنية فان جيش الدفاع لايمسه
بسوء». باختصار كان الشعور السائد في الجنوب هى أن اسرائيل لن تتعاطئ الا مع
المنظمين في الحركة الوطنية والمقاومة. 0 ٠
واسرائيل التي ساعدت على أنتشار هذا الشعور وتكريسه بين المواطنين2. كانت
تعطي تصريحات المرور لكافة المواطنين من لبنانيين وفلسطينيين بغية ايقاعهم في الشرك
الاسرائيليء كما أنهاء ٠ وفي سياق محاولاتها لايهام الناس بحسن نواياهاء راحت تدخل
العديد من القرى من الأبواب الاجتماعية والمساعدات المالية.
الاحتلال الاسرائيلي للجنوب. جر وراءه الى المنطقة العديد من المتعاونين معه..
الذين كانواء بفعل النقمة الشعبية عليهم, مضطرين للاقامة بعيداً عن مناطق التواجد .
الوطني في الجنوب. . وعودة «آل الخليل» لصورء وتوسع رقعة انتشار جماعة حداد وعودة
«الدايخ» لجوياء يشكلون أبرن الأمثلة لهذا الواقع الجديد الذي كرسه الاختلال. كما
أسقط الاحتلال الاقنعة عن وجوه بعض العملاء الذين ظلوا مستترين سابقاًء وذلك حَيثْمًا
ارتدوا البدلات الاسرائيلية بكل وقاحة. هذه المجموعات التي جلبها. الاحتلال معةء بدأت
بفتح المراكز العسكرية وضم وتأطير كل ما هى فاسد و«رذيل» من أجل مساعدة قوات
الاحتلال الاسرائيلي في حملاتها للتنكيل بالعناضر الوطنية وفرض جو الارهاب و«الخوات»
على المواطنين, كما هو حاصل اق قرى أنصان. عدلون, كفر رمان» الزرارية وجوياء حيث
يفرض «أزلام» حداد ضريية على كل مواطن وسيارة,. بحجة دفع رواتب حراس القرية؛
فحيدر دايخ, قدم نفسه كشخصية طائفية ترتدي عباءة الاحتلال: «أنا. شيعي متعصب
وأرفض مجيء حداد الى هنا والدخول الى قراكم والتنكيل بأولادكم». وذهب دايخ» أبعد
من ذلك حينما ألصق صور الامام موسى الصدر على سياراته العسكرية, محاولاً يذلك
خداع الناسء متناسياً حقيقة ان الجماهير الجنوبية لم يعد التغرير بها أمراً سهلاً؛ وهذا
ما أثيته العديد من القرى التي. لفظت حيدر دايخ وأمثاله. ورفضت التعامل معهم, ' مما
دفع بهؤّلاء الى تشديد قبضة الأرهاب على قرى الجنوب؛ بحيث أنهم كانواء دائماً: في
المقدمة والطليعة. حينما كان جيش العدو يداهم هذه القرية أو تلك, لاعتقال بعض
الوطنيين وزجهم في «زرائب» المعتقلات الصهيونية. وفي بعض المرات التي كانت تبرز فيها
التناقضات الثانوية بين آل الخليل» والدايخ على مفاتيح النفوذء > كانت اسرائيل تتدخل
18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 132-133
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6715 (5 views)