شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 5)
- المحتوى
-
اسوة بالمؤسسات المدنية الاخرى القليلة التي اتفق على استمرار عملها في لبنان . بل ان بشير الجميل
هذا لم يعلن اعتراضاً على وجود المركز حتى بعد ان تم انتتخابه تحت ضغوط المحتل الاسرائيلي رئيسا
لجمهورية لبنان.
غير انه لم يمر الا نحو اسبوعين على انسحاب أخر المقاتلين الفلسطينيين من بيروت» حتى قتل
بشير الجميل مطموراً مع عدد من زعماء حزبه تحت انقاض مقر الحزب» اثر تفجير مكان اجتماعهم
في الاشرفية في بيروت الشرقية . وقد وفر هذا الحادث مبررا للارهابي اريثيل شارون» الذي كان
يشغل انذاك منصب وزير الدفاع الاسرائيلٍ» للايعاز للقوات الاسرائيلية باقتحام بيروت الغربية»
وذلك خلافاً للاتفاقيات التي سبق التوصل اليها مع الاطراف المختلفة» ومن بينها الولايات المتحدة
الاميركية» التي كانت على علاقة بمسألة خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت. وخلال الايام
العشرة التى قضتها القوات الاسرائيلية الغازية في بيروت الغربية» في النصف الثاني من ايلول
(سبتمي) 19487 كان مركز الابحاث واحدة من المؤسسات التي نببت هذه القوات محتوياتها وعاثت
فيها فساداً (انظر «شؤون فلسطينية»؛ الاعداد 18 ١10 - 181ء أب - ايلول تشرين الاول
/ اغسطس - سبتمير - اكتوبر »١19/057 ص 8" -59). 1
ومع انسحاب القوات الغازية الاسرائيلية» عاد مركز الابحاث الى مزاولة نشاطه. مركزا
جهوده بشكل خاص .على إعادة بناء مكتبته» التي تأثرت اكثر من اي قسم آخر من اقسامه بعملية
العبب الاسرائيلية . وخلال فترة غير طويلة» تمكن المركز من تعويض جزء لا بأس به ما فقده. ان
بقواه الذاتية» او كثمرة للتبرعات بالكتب والمراجع الي كانت تصله من هنا وهناك. واستعادت
أقسام المركز الاخرى عافيتها اولاً بأول» بعد ان اضطرب عملها نتيجة الغبب ونتيجة حسارتها لعدد
من العاملين فيها. من لم يتمكنوا من البقاء في لبنان لسبب او لآخر. وبالاجمال» بدا كأنه لن يمر
وقت طويل حتى يعود المركز الى مزاولة اوجه نشاطه كافة ويستعيد وضعه السابق. الا ان السلطات
اللبنانية» او بعض اجهزتها النافذة» كان لها رأي مغاير لهذا التطورء وان لم تفصح عنه علنا.
فالانسحاب الاسرائيلٍ من بيروت الغربية تزامن مع عودة الشرعية» اي قوات الجحيش اللبناني» الى
هذا ا جزء من المدينة . وهذه العودة «ا ميمونة) عبرت عن نفسها من خلال عمليات مداهمة وتفتيش »
كانت وحدات اليش تقوم مها دورياً ويومياء لاحياء المدينة الواحد تلو الآخر. وخحلال تلك" ْ
الحملات» قامت وحدة عسكرية في 1985/9/5985 بخلع ابواب قسم التوثيق التابع للمركزء
واستولت على ما فيه من اجهزة تصوير ميكروفيلم وميكروفيش وآلات وتجهيزات اخرى مختلفة»
وحملتها معها. وقد طالب المركز السلطات أكثر من مرة بإعادة هذه التجهيزات» لكن دون جدوى .
وبعد هذا الحادث بنحو ثلاثة اسابيع » اي ف يوم ٠/1 »©» قامت وحدة اخرى
من الجيش اللبناني بتطويق المبنى الرئيسي للمركز في رأس بيروت» بدعوى التفتيش عن السلاح
فيه . وقد اعترض المسؤولون في المركز على هذه العملية» ولكن على الرغم من ذلك باشرت الوحدة
عملية التفتيش واستمرت فيها الى ان. جرت اتصالات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين فصدرت
للوحدة المداهمة تعلييات جديدة» حملتها على الانسحاب .
. ولم يكن هذا كله سوى البداية لحملة المضايقات التي لم تتوقف عند هذه الحدود بل اتخذت
طابعا اخر. فمع ترسيخ سلطة «الشرعية» الجديدة» راحت السلطات تضع العراقيل المختلفة لمنع
المركز من القيام بانشطته المعتادة . فبعد طلبات ومذكرات و «مفاوضات» استغرقت وقتا غير قصيرء
رفضت اجهزة الامن تجديد تراخيص الاقامة لعدد من العاملين في المركز من حاملي الجنسيات
العربية المختلفة» الذين يحتاجون لمثل هذه التراخيص؛ ثما يعني ان على هؤلاء مغادرة لبنان. ثم
راحت تلك السلطات تشدد الرقابة على مطبوعات المركز بالامتناع عن منح التراخيص لشجنها
وتوزيعها. - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 18071 (3 views)