شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 10)
- المحتوى
-
عنه اقرار برنامج النقاط العشر وتطويراته في السنوات اللاحقة. خطت اكبر خطواتها التاريخية على
طريق تأكيد وجودها السياسي والعسكريء وانتزاع الاعتراف العربي والدولي بحقوق الشعب
الفلسطيني» وبكون منظمة التحرير هي ممثلته الشرعية الوحيدة, وهي المسؤولة عن صياغة
مستقبله وقيادة نضاله في معركة تقرير المصير وبناء دولته المستقلة.
والنجاحات التي تحققت في هذا المجال» كانت اكبر من ان يتجاهلها ايمااطرف منٍ الاطراف
المعنية بالامر. وإذا كانت القاعدة التي استندت اليها هذه النجاحات قد تمثلت, اساساً » في غلية
النهج الايجابي ونبذ الرفض والعدمية والامراض الاخرى التي اعتورت الفكر السياسي والعمل
السياسي الفلسطينيين» فإن اسلوب قيادة منظمة التحرير في إدارة الصراعء في هدي هذا البرنامج,
كان سبباً في تحسين المكاسب وتوسيعها. وهو الاسلوب الذي تميز بالتعاطي الايجابي مع الجهود
التي تستهدف صياغة تسوية عادلة, واتسم بالتشدد في التمسك بالمبادىء والحقوق الاساسية,
مع المرونة في التفاصيل.
وإذا كانت الاغلبية الفلسطينية ما فتأت تشيد يمزايا هذا الاسلوب وتقدر النجاحات التي
تحققت تقديراً ايجابياً كبيراً » فان الاقلية, التي لم تتحرر من امراض الرفض والعدمية والتي
راحت. تبحث عن النقط السوداء في أية صفحة مشرقة؛ كانت هي الاخرى مضطرة عند المنعطفات
الحادة المشهورة:ء الى الاقرار بمزايا النهج الايجابي وبكفاءة قيادة المنظمة. وآخر الامثلة التي
يمكن ايرادها يبهذا الصدد مواقف الفصائل الفلسطينية كافة ابان حصار بيروت عام 1987 . فقد
أجمعت هذه الفصائل على الاشادة بالكفاءة العالية.لقيادة منظمة التحرير.ه وخصوصا بكفاءتها
منقطعة النظير في إدارة مفاوضات فك الحصار عن بيروت وخروج المقاتلين الفلسطينيين منها. . ففي
تلك الايام التي كان الخطر فيها يهدد الرؤوس كلها تهديداً مباشراً. ارتفعت الاصوات كلهاء بغير
استثناء. لتشيد بياسر عرفات وبمقدرة القائد العام للثورة الفلسطينية على المواءمة بين الاداء
العسكري والمفاوضات وجعل كل منهما في خدمة الآخر. ولم يرتفع صوت واحد الا ليلهج بالثناء
على القائد العام الذي اعتبره الجميع قادراً على ايجاد المخرج الكريم من المأزق المستحكم.
لكن اوقات الخطر الشديد». التي من هذا النوعء لا تتيسر كل يوم. وهكذاء ما أن أنفك
الحصار وانتشر القوم في اصقاع العروية, حتى عاد الى الرافضين رفضهم., والى العدميين
عدميتهم. وتكونت من جديد الاقلية المألوفة التي تتعيش برفضها الخاص وتستجلب المنافع
بمجاراتهاء ايضاء للرفض العربي.
وما كان من شأن هذا ان يشكل أي خطر جديد, لو أن الاحوال التي اعقبت الخروج من
بيروت كانت احوالاً عادية . فقد ألفت منظمة التحرير. منذ ما يعد ايلول ,:١57٠١ وجود نهجين في
صفوفها وفي صفوف فصائلها المتعددة.
الا ان المرحلة المستجدة حملت مخاطر جديدة انضافت الى المخاطر السابقة المتراكمة؛
واولهاء وابعدها اثراٌ على مجرى العمل الوطني الفلسطينيء مخاطر الذين رأوا الفرصة مواتية
لانتزاع زمام المبادرة في صياغة المستقبل الفلسطيني من يد منظمة التحريرء والاستحواذ على
الورقة الفلس طينية لاستخدامها بطرقهم الخاصة وفق رؤيتهم هم لمصالحهم ولمصالح
الفلسطينيين. والحقيقة ان عرياً كثيرين كان من شأنهم ان يبادروا لاغتنام فرصة كهذه,
مستفيدين من ضعف المنظمة بعد فقدها لقواعدها المستقلة في لبنان وبعد الضرية العسكرية التي
تلقتها ويعد تشتتها في اصقاع العروية. والحقيقة؛ ايضاء ان عدداً من الاطراف العربية:ء الذين '
: في نفوسهم هذا المرضء قد حاول تحسين نفوذه وقدرته على التأثير في المصير الفلسطيني . لكن
تنيه منظمة التحرير الفوري الى المخاطر المستجدة بعد الخروج من بيروتء ومبادرتها العاجلة
لترتيب الاوضاع الجديدة باسرع ما يمكن ومواجهة التدخلات الشقيقة باحزم ما يمكن؛ احبط - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10646 (4 views)