شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 11)
- المحتوى
-
العديد من المحاولات وحفظ للعلاقات الفلسطينية مع معظم الاطراف العربية الحدٌ الادنى المأمول
من الاحترام المتبادل» ومن قلة لكي لاانقول من عدم التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي.
حالة واحدة لم تنجح منظمة التحرير في الالتفاف عليهاء هي الحالة السورية؛ فهنا بلغ خطر
محاولات الاستحواذ على الورقة الفلسطينية بعد انتزاعها من ايدي اصحابها اشدّه. وإذا كان
هذا الاستحواذ لم يقع» فان الانفلات من الخطر لم يتم حتى الآن.
ولعل من المفيد ان نتحرى الاسباب التي جعلت الحالة السورية فريدة بين الحالات العربية
العديدة» التى تداولت اصحابها الرغبة في الهيمنة على الساحة الفلسطينية او في الحلول محل
قياداتها الوطنية لصياغة مستقبل الشعب الفلسطيني.
من المتعارف عليه ان لسوريا وضعا متميزا ازاء قضية فلسطين. وفي العادة يُعلّل وجود هذا
الوضع بعوامل تاريخية وجغرافية وديمغرافية. وإن كنا نرى ان هذه العوامل ليست هي التي
تعطي للوضع السوري تميزه؛ فهي متحققة بالنسبة لدول الطوق العربية الاخرى. أن السياسة
هي العامل الاول الذي يكمن وراء التميز في الوضع السوري.
واذا تمعنا في السنوات العشرين الاخيرة» وهي عمر منظمة التحرينء فسنجد أن تحالف
حملة البنادق الفلسطينيين مع سوريا التي يحكمها حزب البعث قد استند الى تشابه طروحات
الجانبين» من حيث اعتبار الكفاحا لمسلح طريقاً وحيداً للتحريرء واعتماد اسلوب حرب الشعب بدل
حروب الجيوش النظامية» والاستهانة بالمجهودات السياسية والتسويات السلمية. وهذا التحالف,
في حينه. هو الذي مكن حملة البنادق الفلسطينيين من تحقيق انطلاقتهم المتواضعة في مطلع عام
6, كم من صيانة هذه الانطلاقة ضد العداء الاسرائيلي وضد المعارضة الإردنية واللبنانية
وضد الاعتراضات المصرية عليها. وهكذا تواجد حملة البنادق قريبا من حدود فلسطين لعدة
سنواتء قبل الانطلاقة وبعدهاء في الحضن السوري الحليف.وحده. وما كان هذا الحضن دار
ضيافة بل كان لاصحابه رأي وكانوا يعدون انفسهم اصحاب القضية الفلسطينية» وقد لعبوا
دوراً ملموشاً بعد عام ١471 في استبدال قيادة احمد الشقيري للمنظمة بممثلي حملة البنادق
هؤلاء.
وحين كان الرفض هو السمة الغالبة في الساحتين الفلسطينية والسورية قبل عام /1511.
وبعدهء وحين تجند هذا الرفض لمواجهة القبول المصري والاردني بحلول القضية الفلسطينية في
ضوء قرارات الامم المتحدة: بلغ التقارب الفلسطيني السوري السياسي احدى ذرواته, واشتمل
على التطابق في غالبية المسائل المطروحة. وفي ظل تعاون على اساس سياسي شامل كهذاء ضاعت
. الحدود بين التطابق ومحاولات الاحتواء. وحتى بعد ان نجحت «فتح» في توثيق علاقاتها بمصر
“وفي إقامة علاقات مع المملكة العربية السعودية, كان التطابق في وجهات النظر مع سوريا سببا
في استحواذ سوريا على مكانة خاصة في العمل الفلسطيني لم يتمتع بمثلها سواها من دول الطوق.
وظلل هذا التطابق قائماًء وماضياً في احداث تأثيراته ا مألوفة لصالح تعزيز الوجود والنفوذ
السوريين في الساحة الفلسطينية» حتى اواخر عام .١117١ واخر تجلياته الهامة تمثلت في قيام
الجيش السوريء بقرار .من قيادته السياسية؛ بعمليات عسكزية ضد الجيش الاردني حين
اشتبك هذا مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية في ايلول (سبتمبر) .١1937١ وهذه السنوات من
التعاون السياسي والعسكري هي التي عززتء ايضاء دور العوامل الجغرافية والتاريخية
والديمغرافية, فجعلت لسوريا قدرات خاصة للتأثير على العمل الفلسطيني من د اخله ومن خارجه .
اما انفراط هذ! التطابق فيمكن التأريخ لبدايته باواخر عام ,١17١ حين تبدلت قيادة حزب
البعث الحاكم؛ وحلّت محل القيادة السابقة القيادة التي يقف على رأسها الرئيس حافظ الاسد.
فمع هذه القيادة التي قبلت قرار مجلس الامن رقم 47؟ وانخرطت في مجهودات التسوية, والتي - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10654 (4 views)