شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 17)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 17)
المحتوى
بين قطاعات لا بأس يها من الاسرائيليين. فالانتخابات الاخيرة جرت بعد معركة انتخابية هادئة
للغاية. بل يمكن وصفها بانها «ودية», بين الكتلتين الكبيرتين» المعراخ والليكوب؛ بناء على اتفاق
صريح تم بينها في هذا الصددء حيث امتنع كل منهما عن طرح القضإيا الخلافية بحدة: واكتفى
عامة بتكرار مواقفه السابقة وعرض آرائه, مع محاولة عدم التعرض للطرف الآخر أو «التشهير»
ئه.
ولم يتم ذلك على كل حالء صدفة: فخلال السنوات الاخيرة» راح المعراخ يتخلى عن مواقفه
«العمالية», والتي ليس من السهل معرفة كنهها او تحديدها جوهرهاء ويتجه نحى تبني مواقف
احزاب الوسطء وبالتالي الاقتراب من مواقف الليكود عامة؛ لدرجة دفعت بعض «المنظرين»
العماليين الى تسميته «الليكود ب» في معرض انتقاداتهم له. ويبدو ان الحزبين الكبيرين: استناداً
الى نتائج الانتخابات السابقة والى الاستطلاعات عديدة للرأي العام ثبت عند التجرية بطلان
معظمهاء اعتقدا انهما سائرين, دون عناءء الى احتلال مرتبة الحزبين المهيمنين داخل الكيان
الصهيوني» اللذين سيحصلان: دون معارضة كبيرة على اكثرية الاصوات وبالتالي اكثرية المقاعد
في الكنيست: بحيث لن يبقى امام من سيحصل على الاكثرية النسبية الا استلام دفة الحكم بعد
الانتخابات. غير انه يبدى ان هذا الاتجاه «المائع» والثقة: بالنفس في غير مكانها دفعا اعداداً لا
بأس بها من الناخبين الى التفتيش عن عناوين اخرى يتجهون إليهاء بعد ان ضاقوا ذرعاً بكل
من الليكود والمعراخ. ويذلك ازداد عدد الذين منحوا اصواتهم للقوائم الصغيرة, التي لم تخل من
«نكهة» ما من المعارضة, سواء في هذا الاتجاه اوذاكء فازب ادت بالتالي قوة تلك القوائم. ومن خلال
التأييد لهذه القوائم. ظهرت مواقف سياسية جديدة: بدا اصحابها «متمردين» رافضين للوضع
الراهن ويفتشون عن وسيلة لتغييره, وان ظهر انهم مختلفون فيما بينهم حول الاتجاه الذي ينبيغي
سلوكه لتحقيق ذلك.
وعلى وجه العموم, يمكن القول ان الاندفاع نحو تأييد القوائم الصغيرة؛ في الانتخابات
الاخيرة» ادى» من جهة: الى زيادة واضحة في قوة العناصر المتطرفة: التي يمكن تصنيفها بانها
تقف على يمين اليكود , وهي اكثر منه تشدداء كما ادى» من جهة ثانية:؛ الى زيادة واضحة بالمقدار
نفسه في قوة العناصر التي يمكن وصفهاء نسبياً وبالمقارنة مع القوى الاخرىء بأنها معتدلة وتقف
على يسار المعراخ؛ وذلك مع سيطرة الاتجاه و «القواعد» نفسها على المعسكر الصهيوني المتدين |
ايضا. فالانتخابات الاخيرة اسفرت عن فوز القوائم الصغيرة ب 55 مقعدا (من ١٠٠؛‏ وذلك
اضافة الى 4 ؛ مقعداً للمعراخ و ‎4١‏ لليكوب). ومن بين هذه المقاعد. حصلت هتحياهء اكبر القوائم
الصغيرة, على 5 مقاعدء بينما توزعت ال ‎7١‏ مقعدا الباقية على ؟ «مجموعات» تضم كل منها 7
قوائم حصلت كل واحدة منها على 5 مقاعد او او؟ او على مقعد واحد: على النحو التالي: 6
مقاعد لكل من قوائم المفدال وشاس وحداشء و ” مقاعد لكل من قوائم شينوي وراتس وياحدء
ومقعدان لكل من قوائم اغودات يسرائيل وموراشاه والتقدمية للسلامء ومقعد واحد لكل من قوائم
اومتس وكاخ وتامي.
ولى دققنا قليلا في ماهية هذه القوائم» وما تمثله على وجه العموم, لاتضح لناء من ناحية,
ان العناصر التوسعية الاستيطانية ذات المنطلقات شبه الفاشية؛ ممثلة في قائمتي هتحياه (التي
كان رئيس الاركان السابق رفائيل ايتان قد انضم اليها بعد اعتزاله الخدمة العسكرية) وكاخ
(بزعامة الحاخام مثير كهانا). قد ضاعفت قوتهاء فحصلتا سوية. على ” مقاعدء مقابل " مقاعد
كانت من نصيب هتحياه في الكنيست السابقء بينما فشلت آنذاك قائمة كاخ في الانتخابات. وليس
هنالك من شك في ان هاتين القائمتين تعتبران اشد تطرفا وتصلبا من الليكوب الذي يبدو لهم
15
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)