شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 30)
- المحتوى
-
وامام ضيق فرص العملء حاول عدد من الشباب الفلسطيني التوجه للعمل اليدوي في
الزراعة او البناء اى الخدماتء لكن ميليشيات الكتائب كانت تطاردهم؛ وتوجه الانذارات لمن
يستخدمهم, وقد مارست القتل ونسف البيوت بالفعل لتحقيق غرضها هذاء مما حمل أرياب العمل
على التخلي عن عمالهم الفلسطينيين في أغلب الاحيان"0 .
في المسألة الامنية : منذ خروج القوات الفلسطينية من بيروت وانتفاء وجودها العلني في الجنوب,
نشاً وضع جديد تعرض فيه الفلسطينيون لاشكال متعددة من القمع والاضطهاد.
فحملات الاعتقالات التي شنتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي شملت اللبنانيين
والفلسطينيين ممن هم في سن حمل السلاح ما بين ١5 الى 45 سنة؛ والاتهام بالاشتراك في
المقاومة صار هؤ الرائج. وقد وقع ضحية هذه الحملات عشرات الوف الناس في البداية. ثم تواترت
بشكل اكثر انتظاماً واقل عشوائية: وبقيت, مع ذلك, الوف عديدة في المعتكاات» فيما تس طبل يم
المعتقلات عشرات ومئات جديدة في كل يوم. وتقسم سلطات الاحتلال المعتقلين الى فئتين
تعدها الاخطر, وتضم من تظن انهم مقاتلون محترفون اوكوادر في صفوف المقاومة . وشؤلاء يج يجري
نقلهم الى سجون اسرائيل وخصوصاً الى معتقل مجيدىء حيث يخضعون لتحقيق عنيف ومدقق؛
وفئة اخرى تضم الذين جرى اعتقالهم عشوائياً اومن يتهمون بانهم من مؤيدي المقاومة؛ ومعظم
هؤلاء يجمعون في معتقل انصار قرب النبطية7١", وهو المعتقل الذي اشتهر بقسوة الظروف فيه
ووحشية السجانين وسوء المعاملة. وقد تراوح عدد المعتقلين الذين وجدوا في المعتقلات في وقت
واحد ما بين 7 و 4 آلاف. يشمل هذا الرقم من يسجلون كمعتقلين ويمضون مدداً طويلة: وهؤلاء
ترفض أسرائيل اعتبارهم اسرى حربء وترفضء بالتالي ان يحظوا بتطبيق الاتفاقات الدولية
الخاصة بالاسنرى عليهم. وهم؛ الى هذاء لا يحصلون على المعاملة الخاصة بالسجناء. فليس لهم
حق تلقي الزيارات ولا تسمح سلطات الاحتلال لمحامين او سواهم برعاية شؤونهم. ولذلك؛ فان
مصيرهم برمته متروك لرغبة سجانيهم؛ سواء في ما يتعلق بنوع المعاملة اوبمدة الاعتقال او بفرص
الافراج عنهم. وكثيراً ما تعرض المعتقلون هؤّلاء للعقويات الفردية والجماعية؛ فضلدٌ عن الوضع
القاسي الذي يعانون منه في ظل شروط الاقامة السيئة للغاية في الخيم القائمة في العراء او في
الزنازين المعزولة» وفي ظل نقص التدفئة والغذاء والكساء. وضآلة الخدمات الصحية بل غيابها
عن الذين يحتاجونها حاجة ماسة. وقد وصل الامر حد التصفية الجسدية لاعداد من المعتقلين,
قتل بعضهم بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض له. وقتل آخرون برصاص الجنود الاسرائيليين
الذي يطلق بحجة مواجهة تمردات المعتقلين: اومات آخرون لان جروحهم او امراضهم تركت بغير
علاج. ْ
وآأمام حملات الاجتجاج المطالبة بتحسين المعاملة وبالافراج عن المعتقلين: وتظاهرات
العائلات: وصداأماتها مع قوات الاحتلال للغرض ذاته». عمدت هذه الى اخلاء سبيل بعض
المعتقلين لكن كثيرين ممن افرج عنهم اعيد اعتقالهم: فيما تواصلت حملات الاعتقالات
لغيرهم"0).
وقد اثمرت عملية اعادة تنظيم المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية في الجنوب عن قيام
حركة مقتدرة لمقاومة الاحتلالء وتواترت العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال ومؤسساته, فيما
اتسعت النشاطات السياسية والجماهيرية المناهضة له على نطاق واسع. وقد استتبع هذا توسع
السلطات الاسرائيلية في اجراءات القمع؛ فبعد كل عملية او نشاط مناهض تجري عمليات تطويق
المناطق والقرى وتمشيطها واعتقال كل من يشتبه به من المتواجدين فيها. وفي هذا المجال» تقتحم
المنازل فجأة في اي وقت من الليل أو النهاز وتفتش بعنف يخلف وراءه اضرارا مادية في اغلب
55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)