شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 34)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 34)
- المحتوى
-
ايام احتلالهم القصير للعاصمة والضاحية؛ لم يتمكنوا من التوغل في المخيمات واماكن التجمع
الفلسطينية وتمشيطهاء فان اجهزة الدولة توفر لها الوقت الكافيء والذين لم تطلهم ايدي الاحتلال
أو تكتشفهم عيونه» لاحقتهم هذه الاجهزة بمثابرة وعناد. وهكذاء حوت سجون الدولة؛ القديمة
والمستحدتة آلاف الموقوفين من الفلسطينيين» الى جانب نظرائهم من اللبنانيين الوطنيين المتهمين.
عادة, بمساعدة المقاومة الفلسطينية. ومن لم يعتقل اضطر الى الانزواء والتواري عن الانظار او
الى اللجوء لخارج العاصمة. هذا كله ادى الى تفاقم الازمات الاجتماعية والاقتصادية التي ولدتها
الحربء: وزاد من وطأة الظروف على المدنيين. وقد استمرت حملة الاعتقالات طيلة العام الذي
نتحدث عنه بشكل منظم «واصبح منظر اللاند العسكري, مدعماً بملالتين ويما يقارب العشرين
جندياًء يحكمون الطوق»7) حول أية بقعة في التجمعات الفلسطينية؛ منظراً متكرراً ومألوفاً.
واعتاد سكان المخيمات» في كل ليلة» على سماع اصوات انفجارات تستهدف المصالح
المدنية الفلسطينية؛ ففي ليلة اول نيسان (ابريل) 15/47. مثلاً. وقع انفجار في محلات «صامد,
التي تبيع المنتجات الفلوكلورية الفلسطينية قرب جامعة بيروت العربية7:"). وبعد ذلك بايام تم
تفجير محل للثياب يملكه فلسطيني7'": وتفجير آخر اطاح بمكتبة يملكها فلسطينىء أيضاً”".
وبدا المسلسل طويلاً حتى ان الفلسطينيين اصبحوا «ينتظرون. في كل ليلة تقريباً. هدية المجهول
التي تنتظر محلا يعوب لاحد الفلسطينيين المدنيين العزل من كل سلاح للدفاع عن انفسهم.
والغريب ان هذه الحملة تتم في منطقة يتواجد فيها الجيش بكثافة, وتتواجد فيها القوات الفرنسية,
أيضا؟"). 1 -
وما كانت بيروت مقر ادارات الدولة المركزية» فان المراجعات الرسمية التي تقوم بها منظمة
التحرير كانت تتم عبر مكتب المنظمة في بيروت» وقد سبق للدولة اللبنانية ان منحت المكتب ومديره
وعدداً من العاملين فيه الحصانة الدبلوماسية. مع ذلك فان جيش السلطة احتل هذا المكتب
والمبانى التى يشغلها وبقي فيهاء فتشتت العاملون وضاقت. الى ابعد الحدود, قنوات اتصالهم
بالادارات الحكومية. وبهذا فقد الفلسطينيون مرجعهم الرسمي الذي يستطيع على الاقل ان ينقل"
شكاواهم.
واثناء التفاوض على فك الحصار عن بيروت وخروج المقاتلين الفلسطينيين منهاء ابلغت
الحكومة اللبنانية من قبل قيادة م.ت.ف. ان لجنة قيادية شكلتها القيادة ستبقى في بيروت لرعاية
الشؤون الفلسطينية فيها. وتحددت اسماء اعضاء هذه اللجنة؛ وابلغت للسلطات الحكومية التى
ابدت موافقتها على بقائها. غير ان هذه اللجنة لم تستطع استرداد مباني مكتب المنظمة. كما ان :
السلطات خاتلت في تعاملها مع اعضائهاء ثم انتهى الامر بعد اشهر فقط ومع استعادة اجهزة
الحكومة لوجودها في العاصمة, الى ملاحقة اعضاء هذه اللجنة الواحد تلى الاخرء حتى انتهى
وجودهاء باعتقال الاعضاء او بابعادهم..
وي العادة» تتهرب السلطة من مناقشة المشكلات المتعلقة بالمدنيين الفلسطينيينء أياً كانت
الجهات التي تطرح هذه المشكلات مع ممثلي السلطة. ويكتفي رجال الحكم بترديد شعار عام
غامض بان «هؤلاء الفلسطينيين يعيشون تماماً بذاتهالحقوق والواجبات التي كانت تسري عليهم
باستمرار»2).
وقد اعترف رئيس الحكومة اللبنانية شفيق الوزان في احد تصريحاته بان هناك فئات تحاول
الانتقام من الفلسطينيين. وقال الوزان ان حكومته قامت بأمرين اساسيين تجاه المدنيين: اولهماء
الموافقة على اعادة بناء ما تهدم من المخيماتء والثاني افتتاح مراكز جديدة في المحافظات تتبع
لمديرية شؤون اللاجئين لتسهيل اصدار الاوراق الرسمية التي يطلبها الفلسطينيون. وفهم من
انض - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)