شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 42)
- المحتوى
-
له في جنوب لبنان: إذا لم يتمكن جيش لبتان الجنوبي بقواه الذاتية من منع نشو بور ارهابية او
تسلل سوري محتمل... على السوريين واللبنانيين والعالم ان يفهموا انناء مع كل رغبتنا
بالانسحاب من لبنان» بعد ضمان امن مستوطنات الشمالء نحفظ لانفسنا بحرية العمل للعودة
الى هناك إذا ما تغيرت الظروف»04.
اما شامير فيقول: «يعرف الجميع هدفنا هو عدم الاحتفاظ بتواجد عسكري اسرائيلي [ في
لبنان]؛ بل المحافظة على ترتيبات امنية على الحدود تمنع استئناف هجمات المنظمات [الفدائية]
ضد سكان شمال البلاد»7"). لكن رأي ارنسء وزير الدفاع السابق في هذه المسألة يختلف قليلاً :
عن الاراء التي عرضناهاء وربما يكون الاقرب ألى الحقيقة إن قال: «لا اعتقد ان حكومة وحدة
وطنية ستتبع مسلكاً يختلف عن مسلك الحكومة الحالية تجاه الانسحاب من لبنان. وكل مطلع
على الموضوع يفهم اننا نواجه مشكلة ليس لها اي حل سحري. ومن يفكر باتجاه الانسحاب خلال
شهرين يوهم نقسه»('").
وباختصار, فإن الموقف الاسرائيلي الرسمي الحالي, بعد تبخر جميع انجازات العدوان التي
تبجح بها القادة الاسرائيليون خلال الغزو وبعدهء وبعد التراجع عن معظم شروط الانسحاب, إن
لم يكن كلهاء هو الانسحاب من جانب واحد بعد ضمان الترتيبات الامنية المشار إليهاء ومحاولة
تحقيق تعهد سوري ولبناني بالالتزام بمثل هذه الترتيبات: بل وحتى المساعدة على تطبيقها.
وينعكس هذا الموقف بشكل اوضح ف المشروع الاميركي الاخير للانسحاب الاسرائيلي من
لبنان الذي حمله معه المبعوث الخاص للرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط: ريتشارد ميرف لدى
جولته الاخيرة في المنطقة وعرضه. على القادة السوريين والاسرائيليين واللبنانيين. ورغم ذلك تدعي
بعض الاوساط الاسرائيلية المعنية!"), وعلى رأسها اوري لوبراني منسق نشاطات الحكومة في
لبنان» ان هذا المشروع هو عبارة عن جملة من الافكار الاميركية» الهدف منها جس النبض لدى
الاطراف المعنية. لكنه من الواضح انها افكار اسرائيلية يطرحها الاميركيون لمساعدة الاسرائيليين
على التراجع عنها في حالة تعذر تطبيقهاء لتلافي المزيد من القضم في الموقف الاسرائيي.
ويتلخص هذا المشروع وفقاً لما نقلته الاذاعة الاسرائيلية'". بالتؤام اسرائيلي بالانسحاب
من جنوب لبنان دون ربط ذلك بانسحاب سوري متزامنء والتزام سوري بمنع النشاط التخريبي
المعادي لاسرائيل انطلاقاً من الأرض اللبنانية وتحديد مهام قوات الامم المتحدة (اليونيفيل) من
جديدء وتوسيع رقعة سيطرتها وتزويد هذه القوات باسلحة اقوى ووسائل ردع تتلائم مع طبيعة
المنطقة في جنوب لبنان. كما ينص المشروع على اسناد مهام الحفاظ على الامن لجيش لبنان
الجنوبي بالتنسيق مع قوات الامم المتحدة, بسبب عدم قدرة الاول على تأدية هذه المهام بمفرده,
والتزام الحكومة اللبنانية بتأمين الترتيبات الامنية التي تطالب بها اسرائيل بواسطة مفاوضات
غير مباشرة بين الطرفين وتعهد لبناني بعدم ارسال وحدات من الجيش اللبناني الى الجنوب إلا
بعد موافقة اسرائيل على ذلك, وينص البند الاخير على تعهد اسرائيلي بالاتسحاب خلال " - 4
اشهر من تاريخ موافقة جميع الاطراف على المشروع الاميركي.
ويأتي هذا المشروع, الذي ينطوي على تراجعات في الموقف الاسرائيلي حول بعض النقاط
كاشتراط الانسحاب المتزامن مع القوات السورية والمفاوضات المباشرة مع لبنان, والتواجد الدائم
في الجنوب بعد ادراك اسرائيلي باستحالة تحقيق الاهداف بعيدة المدى التي اعلنت عنها خلال
الغزو وبعدهء وانقاذ ما يمكن انقاذه من نتائج العدوان قبل فوات الاوان. لكنه هو الاخر لا يذلل
ايأ من «الموانع» امام الانسحاب الاسرائيليء أن انه يرتكز الى عدة عناصر يصعب احتمال توفرها
في الظروف الراهنة على الاقل.
دق - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1230 (15 views)