شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 101)
- المحتوى
-
وتحقيق السيطرة الكاملة على مؤسسات إدارة الهستدروت. وقد استطاعت قيادة العمال انطلاقا
من مواقعها هذهء توجيه مجرى الاحداث داخل الييشوف بواسطة احتكارها للقرار السياسي '
داخله؛ إلى ان تمكنت من صنع القرار الاكبر المتمثل باعلان قيام_اسرائيل سنة /155. والسؤال
الذي يطرح نفسه هناء هل كان لليهود السفارديم اي دور في اتخاذ هذا القرارء وماذا كان موقفهم
منه؟ .
يعتبر قرار إعلان قيام اسرائيلء قرارا اشكنازياء اتخذته القيادة الاشكنازية» الممثلة للعمال
(مباي) بشكل اساسي. اما مشاركة السفارديم في اتخاذه, فلم تتعدّ الصفة الرمزية فقطء التي
حرصت تلك القيادة على إبرازهاء بهدف اظهار شمولية الوفاق حول هذا القرار بين يهوب الشرق
والغرب. ويمكن التثيت من حقيقة الصفة الرمزية هذهء من خلال إلقاء نظرة على اسماء الموقعين
على «وثيقة الاستقلال» البالغ عددهم سبعة وثلاثين شخصا كانوا اعضاء في «مجلس الشعب»
الذي اسس قبل بضعة اسابيع من إعلان قيام اسرائيل. ويلاحظ ان تسعة وعشرين من الموقعين
على هذه الوثيقة هم من اصل اوروبي شرقي» من يهود بولونيا وروسيا والدول البلقانية. فأحدهما
من الطائفة السفارادية القديمة في فلسطين, وهو باخور شيطريت: والاخر من يهود اليمن» ويدعى .
سعاديا كيبشي وقد وقعا بصفة كونهما عضوين طائفيين في مجلس الشعب» الذي سبق قيام
اسرائيل» وليس لانتمائهما إلى إطار حزبي معين.
وبعد قيام اسرائيل في ١4 ايار (مايو) ١١5544 تحولت «إدارة الشعب» المنبثقة عن «مجلس
الشعب» إلى حكومة مؤقتة في اسرائيلء حتى إجراء الانتخابات للكنيست الاول؛ في مطلع سنة
5 وقد انتخب الوزراء الثلاثة عشر في هذه الحكومة وفق الاطار الحزبي للائتلاف: الذي
تشكلت منه اللجنة التنفيذية الاخيرة للمجلس ال ملي اليهودي في عهد الييشوف. وبموجبه توزعت
الحقائب الوزارية في الحكممة الموّقتة بين مباي (4 اعضاء) ومبام (عضوين) والصهيونيين
العموميين (عضوين) وعضو واحد لكل من احزاب: همزراحي» وعلياه حدشاه واغودات يسرائيل.
للحفاظ على صفة التمثيل الرمزية للسفارديم قام رئيس الحكومة المؤقتة دافيد بن غوريون
بالتنازل عن احد المقاعد العائدة لحزب مباي لصالح ممثل عنهمء لا يمثل اي تيار سياسي وهو
باخور شيطريت. وبن - غوريون:ء بتنازله هذاء اول من وضع التقليد المتبع حول ضرورة تمثيل
اليهوب السفاراديم في الحكم, تمثيلا رمزيا.
يؤثر تبدل موازين القوى السكانية بين الطائفتين السفارادية والاشكنازية بعد قيام
اسرائيلء بفعل الهجرة الجماهيرية خلال الخمسينات والستينات: على بلورة وضع جديد على
صعيد التمثيل السياسي لليهود الشرقيين» رغم توفر حقوق سياسية متساوية لأبناء الطائفتين منذ
وصولهم الى اسراتيل. إلا ان هذه الحقوق لم تترجم الى تمثيل سياسي ملائم لليهود الشرقيين في
٠ المؤوسستين التنفيذية والتشريعية في اسرائيل» وذلك لاسباب وعوامل عديدة» منها ذاتية» ومنها ما
يتعلق بالمؤسسة الاشكنازية الحاكمة التي كان يسيطر عليها العمال عبر ائتلافاتهم المتعددة مع
جميع الاحزاب تقريباً. باستثناء حركة حيروت والحزب الشيوعي الاسرائيي. ا
ومن أهم الاسباب الذاتية التي حالت دون تمثيل ملائم لليهود الشرقيين في مؤسسات
الحكمء بعد قيام اسرائيل» في تلك الكامنة في وضعهم الاقتصادي والاجتماعي المتردي عند
وصولهم الى اسرائيلء الامر الذي انعكس بدوره على وضعهم على الصعيد السياسي ايضا.
فالركض وراء توفير حل للقضايا المعيشية كان الهم الاكبر للاغلبية بينهم» التي كانت تنتقل ما
بين معسكرات المهاجرين والمعابر ومدن التطوير. اضف الى ذلك ان عدم توفر قيادة خاصة بهم
قادرة على تنظيمهم في اطر حزبية تستطيع منافسة الاحزاب الاشكنازية القائمة والدفع نحو
مشاركة حقيقية في السلطة, قد دفع بهم نحو حالة من الضياع السياسي والى مزيد من التعلق - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10644 (4 views)