شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 128)
- المحتوى
-
اليهودية طابع التنظيم الدقيق بعد أول مؤتمر صهيوني في بال في سويسرا عام 18417 بزعامة
تيودور هرتسل.
ولكن ظهور «الحركة اللاسامية» كان نتيجة لأسباب متعددة تعود بشكل أساسي للتقدم
الذي احرزه اليهود والسيطرة على كثير من نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والفكرية
خصوصاء بعد الثورة الاميركية والثورة الفرنسية. «ويلاحظ من مختلف نشاطات اليهود
وأوضاعهم في اوروباء خلال هذه الفترة. خصوصا في فرنسا والمانيا ويريطانياء انهم كانوا قد
وصلواء خلال الربع الاخير من القرن التاسع عشر, بعد أن منحت لهم الحقوق المدنية: إلى مرحلة
متقدمة من الاندماج بالشعوب التي يعيشون بينهاء واعتبار أنفسهم جزء! منهاء بعد أن انغمس
الكثيرون منهم في الحياة السياسية فيها»(١') . كما كان للحركة اللاسامية تأثير كبير ف صهينة
عدد كبير من قادة الحركة الصهيونية الذين كانوا من دعاة الاندماجء ومنهم هرتسل الذي أعلن :
ان اليهود يحملون اللاسامية معهم اينما ذهبوا. والمعروف ان فترة الاضطهادات التى تعرض
لها اليهوب لم تقتصر عليهم فقطء بل هناك الكثيرمن الطوائف المسيحية التى تعرضت لاضطهادات
مماثلة إن لم يكن اكثر قسوة ووحشية, كما تعرضت طبقات اجتماعية ايضا لانواع مختلفة من
العذاب» ومحاكم التفتيش الاسبانية وفظائعها تمثل شاهدا كبيرا على تلك الاعمال والممارسات. .
ولكن الجدير ذكره ان دعاة الانعزال بين اليهوب برعوا في فن الدعاية والاعلام. وأظهروا ان هذا
الاضطهاد كان مقصورا عليهم وذلك من أجل إثارة الشفقة والرحمة: كما لم يكن هذا الاضطهاد
يسيب الانتماء الدينيء لأن أحداث التاريخ تبرهن بوضوح أن معظم الصراعات حتى الدينية
منها كانت تقوم على أساس التناقضات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية:» وقد كان هذا
الاضطهاد نتيجة الامتيازات الاقتصادية التي تمتع بها عدد من اليهود في المجتمعات الاوروبية,
والتي انعكست بدورها على مركزهم الاجتماعي والسياسي والثقافيء مما كان له اكبر الاثر على .
الفئات المسيحية في هذه المجتمعات . ونذكر على سبيل المثال كيف كان وضع اليهود في روسيا حيث
«كانت اكشريتهم تعيش على التجارة والحرب واستئجار المزارع والحانات والمطاعم. والفنادق
وتشغيلها بحيث كانوا حلقة الوصل بين الاقطاعيين الروس أو البولونيين وبين الفلاحين»09.
فالانغلاق النفسي والجغرافيء ورفض اندماج اليهود في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها
بالرفم من افتقارهم للعوامل الأساسية المكؤنة للقومية, جعل بعض غلاتهم المتعصبين يستنجدون
«بعرقيّتهم» لاثبات وجود قومية لهم: «يقولون لنا ان العاطفة القومية هي التي تمنع اليهود من
الاندماج ولكن ما هي هذه العاطفة القومية, اي نوع غريب من القوميات هى قوميتنا غير الحيّة,
والتي لا تموت: اين تقع مكامن قوتهاء نحن لا نملك بلداء وليست لنا لغة قومية حيّة بل عدد من
اللغات التي نقلناها عن الآخرينء أما ديننا فيسير نحو الزوال, وهناك كثير من المتدينين؟ الجواب
أن هناك قوة اساسية في داخل كل منا تناضل من أجل بقائهاء وتحاول ان تحقق نفسبهاء هذه
القوة هى انتماؤنا العرقى»5).
ويضيف احد المفكرين الصهيونيين عاملا آخر إلى عوامل «القومية اليهودية» حيث يقول
إن «ثمة واقعا هو كون الشعب اليهودي قد وعى وجوده كشعب طيلة العهوب التي مرت على وجوده
التاريخي تقريبا»(؛' . ويضيف مفكر صهيوني آخر إلى عوامل القومية عاملا آخر هو عامل القيم
حيث يقول «ان ما حافظ على وحدة اليهود جملة من القيم التي ارتبط اليهود بها بقوة, الوعي
اليهودي» وتصورهم لأنفسهم, ومكانهم في حفظ اللع(9).
على هذا الاساسء «فالقومية اليهودية» إذن تتلخص عواملها بنقاط أربع: ١ العاطفة
القومية؛ الانتماء العرقي؛ ؟ الوعي اليهودي؛ ؛ القيم اليهودية. وهذه العظمة التي يتبجّح
بها الصهيونيون» والتفوق الروحي لا يقتصر فقط على الفكر الفلسفي الصهيوني بل أن سياسيا
1١ /ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)